22 سبتمبر 2025
تسجيلانطلاقا من إيمانها بضرورة التسوية السلمية للمنازعات وأن الحوار هو السبيل الأمثل لحل الأزمات، تبذل دولة قطر مع دول أخرى، جهودا كبيرة لتجنيب المنطقة والعالم تداعيات الأزمة بين الولايات المتحدة وإيران، إثر تصاعد التوتر خلال الاسابيع الماضية وازدياد المخاوف من انزلاق هذه المنطقة الحساسة إلى اتون حرب لا يريدها الكثيرون، خصوصا أن الشرق الاوسط أصبح بؤرة للتوترات والنزاعات والحروب الأهلية، وما خلفته من أزمات إنسانية غير مسبوقة ومآسٍ وكوارث لا حصر لها. وفي تصريحاته في لندن أمس، أعلن سعادة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن قطر ودولا أخرى تجري محادثات مع إيران والولايات المتحدة لإنهاء التصعيد. وقال سعادته إن طهران وواشنطن لا تريدان الحرب، وهو ما يدفع الدوحة إلى محاولة التوسط لعقد لقاء مباشر بين مسؤولين من الجانبين، مشيرا إلى ان عددا من الدول وبينها قطر وسلطنة عمان والعراق واليابان قلقة مما قد يؤدي إليه التصعيد وهي تسعى لتهدئة الوضع من خلال تقريب وجهات النظر وفتح حوار بين الجانبين، لأن التصعيد لن يفيد أحدا في المنطقة». هذه الجهود التي تبذلها دولة قطر في وقف التصعيد والمساعي لتجنيب المنطقة الخطر المحدق بها، ليست جديدة، إذ أن سجلها كان ولا يزال حافلا بالجهود والوساطات الناجحة والتي اسفرت عن حل أزمات عديدة أو ساعدت على تسهيل حلها من لبنان الى دارفور بالسودان وفلسطين وجيبوتي واريتريا حتى أفغانستان. وما بذلته قطر من وساطات في أزمات سابقة، هو جزء من أدوار مؤثرة تقوم بها الدولة، حيث يمثل حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي أولوية في سياستها الخارجية، التي تستند في مبادئها وأهدافها إلى ميثاق الأمم المتحدة وقواعد الشرعية الدولية الداعية إلى التعاون البناء بين الدول والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وحسن الجوار وتعزيز التعايـش السلمي واتباع الوسائل السلمية لتسوية النزاعات.