11 سبتمبر 2025

تسجيل

الغفلة

10 يونيو 2016

ذكرنا أن الفتور هو أحد أمراض السالكين إلى الله عز وجل وأن الذي يريد النجاة لابد له من معرفة أسبابه حتى يتجنب مزالقه، وذكرنا من تلك الأسباب: 3 - الغلو في الدين والتشدد فيه.4 - الإسراف في المباحات.5 - العزلة وترك الجماعة.وأما السبب الرابع فهو: قلة تذكّر الموت والدار الآخرة: إن تذكر الموت والدار الآخرة يجعل من صاحبه رقيبا ناصحا عليه، يزجره إذا أخطأ، ويأمره إذا تكاسل، وأما قلة التذكر فهي تقود السالك إلى فتور الإرادة، وضعف العزيمة، وبطء النشاط والحركة، بل قد يؤدى إلى الوقوف والانقطاع، ولعلنا في ضوء هذا نفهم الحكمة من أمره صلى الله عليه وسلم بزيارة القبور بعد النهي والتحذير، إذ يقول: (إني نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها فإن فيها عبرة)، وفي رواية: (كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروا القبور، فإنها تزهد في الدنيا وتذكر الآخرة). كما نفهم الحكمة من حضه صلى الله عليه وسلم على تذكر الموت، وانتهاء الأجل إذ يقول: (أيها الناس استحيوا من الله حق الحياء، فقال رجل: يا رسول الله إنا نستحيي من الله تعالى؟ فقال: من كان منكم مستحييا فلا يبيتن ليلة إلا وأجله بين عينيه، وليحفظ البطن وما حوى والرأس وما وعى وليذكر الموت والبلى، وليترك زينة الدنيا). والسبب الخامس من أسباب الفتور هو: التقصير في عمل اليوم والليلة: مثل النوم عن الصلاة المكتوبة بسبب السمر الذي لا مبرر له بعد العشاء، ومثل إهمال بعض النوافل الراتبة، وترك قيام الليل، أو صلاة الضحى، أو تلاوة القرآن، أو الذكر أو الدعاء، أو الاستغفار، أو التخلف عن الذهاب إلى المسجد، أو عدم حضور الجماعة من دون عذر، فكل ذلك وأمثاله له عقوبات، وأدنى هذه العقوبات: الفتور بأن يكسل ويتثاقل أو ينقطع ويتوقف. وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه إلى شيء من هذا إذ يقول: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد: يضرب كل عقدة، عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ وذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان).