12 سبتمبر 2025
تسجيللا يُدرِك قيمة التفاصيل الصغيرة التي تهتم بإنتاج عمل دقيق الملامح ورفيع المستوى، يمكن أن يظهر بصورة متألقة ومُشرفة تمنح صاحبها حق التباهي بها في المرحلة النهائية، سواه؛ ذاك الذي حرص على الخروج بثمرة ناضجة وصحيحة البُنية، يستطيع الاستمتاع بها وهو يحظى بسلام داخلي وفير لن يكون إلا له وحده، وذلك؛ لأنه مَن قد سبق له أن قطع مسافة طويلة من العمل الجاد والجاد فقط في سبيل الوصول إلى تلك الثمرة، التي ما كانت لتكون إن لم يكن بؤرة اهتمامه، ولم تكن دراسته لكل التفاصيل الصغيرة التي يمكن أن تُحدِث تغييرات ملحوظة متى كانت، فالطبيعي هو ألا تكون تلك الجهود التفصيلية (التي تتطلب الاعتماد على كل التفاصيل أياً كان حجمها) من باب العبث بها، أو كأنها لم تكن أصلاً، ولكن أن تؤخذ بعين الاعتبار، وإن لم تُبيّن ذلك منذ البداية المُطلقة، التي يحسب من يحسب أن ما سيقوم به فيها دون اعتبار، يمكن أن يُحسب حسابُه؛ لذا نجده وقد تجاهلها وتجاوزها؛ كي يلحق بأمور أخرى لا تحتاج إلى التفاصيل؛ كي تكون له، ثم يمضي معها وبها، وبشكل سريع نحو الثمرة النهائية، التي ومن الممكن أن تكون غير مكتملة النضوج، لن يتمكن من التلذذ بها أبداً، وبالتالي فإنه لن يحظى بالسلام الداخلي الذي سبق لي وأن ذكرته في غرة هذا المقال: (السلام) الذي نشعر به حين ندرك أن كل الجهود التي تقدمنا بها، رغم أنف الظروف الصعبة التي ظلت تُقحِم نفسها وتفرضها علينا بين الحين والآخر، قد تمكنت من المتابعة دون أن تتأثر بها، ودون أن تؤثر علينا بأي شكل من الأشكال، وتمنعنا من مواصلة ما قد بدأنا به، وبما أن العام الدراسي يملك بداية قُدرت لها النهاية، التي بلغناها، وبلغنا معها تلك اللحظة المنشودة، فلاشك بأننا سنحظى بذاك السلام الداخلي، إن بدأنا الرحلة بكثير من الجد والمثابرة، ودون أن يُرغمَنا الكسل على الاستسلام وبكل سهولة. إن ما سبق لي وأن بدأت به مقالي لهذا اليوم لا ينطبق على العام الدراسي وحده، ولا يحتاج لمقاعد دراسية تجمعنا بذكريات يفوح منها عبير الجهود الجادة، ولكنه ما يمكن أن ينطبق على كل صغيرة وكبيرة في هذه الحياة، ويحتاج منا إلى الكثير من الجهود، والتركيز على التفاصيل الصغيرة ـ وكما ذكرت سلفاً ـ التي يمكن أن تُحدث تغييرات ملحوظة ومطلوبة مع كل عمل نتقدم به ونقدمه للمجتمع، فهي القادرة على جعل ما لا يمكن تقبله مقبولاً، والعكس مع ما يمكن تقبله، ولكنه ما أن يصل إلى المرحلة النهائية حتى يصبح منبوذاً لا قيمة له، ولاشك أن حياة كل واحد منا فيها العديد من النماذج، التي تؤكد هذا الكلام وتدعمه؛ لذا فلن نخوض تلك النماذج الحية على أساس أن ما يهمنا هو غرس أهمية الاهتمام بتفاصيل العمل دون تجاهلها، لخير سنحصده في النهاية، حيث ستكون العبرة، التي ستُضيف على حصيلتنا الحياتية خبرات جديدة، ستساعدنا على النهوض بنا أكثر.وأخيراًيجدر بنا تذكر التالي أيها الأحبة: الحياة مدرستنا الكبيرة، التي تعلمنا الكثير، وستظل تفعل إلى أن يشاء الله؛ لذا يجدر بنا تعلم كل، وأي جديد، دون أن يُقعدنا الكلل ويحرمنا حق معرفته ذاك الجديد، الذي يمكن أن نتطور معه أكثر؛ لنطور بما كسبناه حياتنا ونتجه بها نحو الأفضل، فهو المُراد الذي لا يمكن بل ولا يجدر بنا أن نغفله بتاتاً؛ لأنه هو ما سيساعدنا على التألق والتميز كل الوقت.مُبارك لك يا مباركمع بداية هذا الأسبوع حضرت وبكل فخر حفل تخرج (الصغير مبارك، وهو من لم يدرك اسمه من قبل في مقالاتي السابقة، ابن شقيقي الذي يعشقه القلب، والحفيد الأول في عائلتي)، ولاشك أن حضور حفل تخرجه من الصف الأول الابتدائي هو أكبر وأهم حدث، قد أسهم في خروج هذا المقال، الذي شعرت بكل كلمة ذكرتها فيه؛ لأني عشتها معه.. ذاك الصغير، الذي ركزنا معه على كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة منذ بداية العام الدراسي، وحتى (لحظة التخرج)، التي ما أن بلغناها حتى شعرنا بسلام داخلي؛ نظير الجهود التي بذلناها معاً في سبيل نجاحه، وتفوقه بصورة مُشرفة، يفخر بها كل من يعرفه؛ لذا لك مني هذه الكلمات يا صغيري: مُبارك لك يا مُبارك، ونسأل الله لك السداد في كل حين، أنت وكل من خرج بحثاً عن النجاح في حياته ولها. وأخيراً فليوفق الله الجميع، وليرحمك الله يا أبي.