23 سبتمبر 2025
تسجيلجاء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، أمس، الذي أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا بينهم أربعة أطفال وخمس نساء، ليمثل حلقة جديدة في مسلسل الجرائم المروعة التي ظل يرتكبها الكيان الاسرائيلي الغاشم بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، لا سيما النساء والأطفال، وهو عدوان يؤكد تمادي الاحتلال الإسرائيلي المستمر في انتهاكاته السافرة للقانون الدولي وتحدي قرارات الشرعية الدولية وعدم الالتزام بالاتفاقيات وجولات التهدئة السابقة. هذا العدوان الوحشي على قطاع غزة الذي شاركت فيه أكثر من 40 مقاتلة حربية لجيش الاحتلال وجرى فيه استهداف متعمد للمدنيين الابرياء وشمل حتى الاطفال والنساء، هو امتداد للتصعيد الإسرائيلي الخطير والمتواصل في الأراضي الفلسطينية منذ صعود حكومة اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، ويعكس بجلاء فشل مؤسسات المجتمع الدولي وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي، في الاضطلاع بمسؤولياتها في توفير الحماية للشعب الفلسطيني وفي لجم الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة بشكل يومي. إن استمرار نهج غياب المحاسبة والافلات عن العقاب، فيما يتعلق بجرائم الكيان الاسرائيلي، لا يكشف عن شكل من أشكال العجز والتواطؤ وازدواجية المعايير فقط، وانما يضرب كذلك في صميم مصداقية مؤسسات المجتمع الدولي وفي جدوى استمرارها على هذا الحال دون اخضاعها لإصلاح حقيقي يجعلها أكثر فعالية في الاضطلاع بمسؤولياتها في حفظ الامن والسلم الدوليين وفي تحقيق العدالة الدولية. ولعل أخطر ما يؤدي إليه هذا التصعيد الإسرائيلي المستفز في الأراضي الفلسطينية المحتلة، هو تراجع فرص السلام مقابل اتساع نطاق دائرة العنف، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات من شأنها إرغام الاحتلال على وقف انتهاكاته ومحاسبة قادته على الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، والعمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية كأساس لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.