11 سبتمبر 2025
تسجيلالعدوانيةُ هي تصرف سلبي يصدر من الطفل تِجاه الآخرين، ويظهر على صورة عنف جسدي أو لغوي، أو بشكل إيماءات وتعابير غير مقبولة من قبل الآخرين، وقد ينتج عن العُدوان أذى يصيب إنساناً أو حيواناً، كما ينتج عنه تحطيم للأشياء أو الممتلكات، ويذكر بعض علماء النفس أن الصبيان في المتوسط أكثر عدواناً من البنات، كما توجد فروق بين الجنسين في طريقة التعبير عن العُدوان. كما يميل شكل العُدوان عند البنات إلى أخذ الشكل اللفظي بالصراخ، في حين يتخذ العُدوان عند الصبيان شكل الهجوم الجسمي، ويتجه الهجوم بخاصة نحو الصبيان الآخرين. تقول إحدى السيدات «تصلني من مدرسة طفلي شكاوى عديدة، تتلخص كلها في أنه عدواني تِجاه زملائه في الصف، وعندما أسأله عن تصرفاته يجيبني أن زميلاً له تعمَد استفزازه، أو آخر بدأ معه الشجار؛ أُكثر من لومه، لأنني لا أريده عدوانياً، رغم أنني أرى بعض عدوانيته ليست إلا رد فعل، أو دِفاعاً عن نفسه». أسباب العُدْوان لدى الأطفال وعلاجها من أهم الأسباب عدم اهتمام الوالدين بالطفل، والعقاب القاسي على بعض سلوكياته الخاطئة، كالضرب والحرمان، ومنها تقليد الأبوين في بعض سلوكهما، وأيضًا وسائل الإعلام التي لها دور كبير في نشوء مشكلة العدوانية عند الأطفال، وأخيراً عقدة النقص، وقلة الثقة بالنفس، وإذا عرفنا أسباب هذا الشعور لدى أبناءنا يمكن بكل سهولة تحديد إزالة هذه الأسباب وعلاجها بقدر الإمكان، وهناك بعض المقترحات ينصح بها علماء النفس المتخصصين في معالجة هذه الظاهرة لدى الأطفال أحببت أو أوجزها لكم في أمور يسهل علينا نحن أولياء الأمور العمل بها لتخفيف هذه العداونية لدى ابناءنا. نحاول بقدر الإمكان تجنيب أطفالنا مشاهدة التلفاز أو برامج الكارتون التي تحتوي على مشاهد العنف، كما أننا نستطيع بكل سهولة إبعادهم عن مشاهدة أو حضور الشجار العائلي بين الزوجين، أو ضرب أحدهما الآخر أمام الأطفال ومن المعالجات السلوكية يمكننا أن شجع أطفالنا على ممارسة الأنشطة الرياضية التي تساعده في التخلص من حالات القلَق والتوتر التي قد تنتابه من وقتٍ لآخر. ومن المهم أن تخصص وقتا للعب مع أطفالك، والتحدث معهم حول علاقاتهم مع الأصدقاء، ومشاكلهم مع المدرسة، أو الواجبات والأمور المتعلقة بالمدرسية. وعدم التفريق في معاملتك بين أطفالك، فعلى الوالدين ألا يُعاملا أحد الأولاد معاملة أقل من غيره، فمثلاً إذا اشترى الأب لعبة لابنته الصغيرة يجب أن يشتري مثلها أو ما يوازيها لبقية أولاده، حتى لا يترك الفرصة لتوليد مشاعر عدوانية لديهم. كما يمكننا استخدام العقاب المتلائم مع المشكلة من الطرق الفعالة في علاج السلوك العدواني لدى أطفال ما قبل المدرسة، والمقصود بالعقاب هنا منعه من ممارسة الأنشطة الاجتماعية المعززة لديه، كمشاهدة التلفاز، أو الجلوس أمام الكمبيوتر، مع تجنب العقاب الجسدي بقدر الإمكان. ولا ننسى الاهتمام بتنمية السلوك الموجه نحو المساعدة للآخرين، أو تنمية التعاطف مع الآخرين، فكلما أظهر الطفل اهتماماً أكبر بالآخرين قل أن يلحق الأذى بهم. ويجب على الوالدين تفهم دوافع السلوك العدواني، وأن يقفا موقف المتفهِّم الهادئ، فقبل أن يمنعا الأطفال من عمل شيء ما يجب أن يهيِئا لهم عملًا إيجابياً بدلًا من عقابهم، وتوجيه الأوامر والنواهي، فمثلًا يقولان لهم: «من المفضل أن تفعل هذا، تعال وافعل كذا»، وذلك بدلًا من أن يقولا: «لا تفعل هذا، إياك أن تفعل ما فعلت، لا تقرب هذا المكان وإلا سوف أضربك». وأخيراً على الوالدين إشعار أولادهما بالحب والحنان، وأن يجلسا معهم، ويتحدثا إليهم، ويطلبا منهم أن يخبروهما بما يحدث معهم في المنزل والمدرسة، فوجود الأب والأم إلى جانب أولادهما يشعِرهم بالقوة والحماية. تربية الطفل على تحمل المسؤولية هناك عدة أمثلة سلوكية عملية يمكن من خلالها أن ننمي روح المسؤولية عند أطفالنا فمثال يحضر الابن الى أبيه فيقول له: «بابا أنا رسبت» لكن الأب لم يحرك ساكنا.. فأعاد الولد الكرة قائلا: «بابا قلت لك انا رسبت»، فيرد الأب: «أنا سمعت.. هذه مشكلتك ليست مشكلتي» هنا اكيد سينفجر الولد بالبكاء، لماذا..؟؟ لأنه كان يريد من والده ان يتحمل تبعات مشكلته مكانه.. تماما مثل الموظف الذي يدخل على مديره و يقول له عندي مشكلة، فيقول المدير ضع الملف و انصرف سأتولى أنا هذا الأمر، فيضع الموظف الملف و ينصرف وهو مرتاح البال.. فابني لما يأتيني بمشكلة أتعاطف معه نعم، لكن لا أقوم بحلها مكانه وأتحمل تبعاتها بدلا عنه، نفكر في حل معاً، لكن تبقى المشكلة .... مشكلته هو .. ومثال اخر الشاب المتهور الذي قبضت عليه الشرطة لانه كان يسوق على الطرقات بسرعة جنونية، فلما أخذوه الشرطة طلب منهم بأن يتصلوا بوالده، فلما اتصلت الشرطة بالوالد و كانت الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ما كان منه إلا أن سألهم عن رخصة القيادة باسم من ..؟، فلما أجابوه بأنها باسم ابنه، قال لهم: «إن كانت الرخصة باسم ابني و هو صاحب المشكلة فلماذا تقلقون راحتي في هذا الوقت المتأخر»، وأغلق الهاتف و عاد للنوم.. يعتقد الجميع أن هذه قسوة.. سأقول لك هذه ليست قسوة بل هي منتهى الرحمة لأنك بهذا تجعل من ابنك رجلا يعرف حدوده و يتحمل مسؤولياته ، صدق الإمام علي كرم الله وجهه حين قال: «اشفق على ابنائكم من فرط اشفاقكم عليهم « كسرة أخيرة أسأل الله العظيم أن يبارك لكم في ذرياتِكم، وأن يجعل بيوتَنا عامرةً بطاعة الله، وأن يُصلح أولادنا من كل مرض وبلاء، وسلامتكم.