11 سبتمبر 2025

تسجيل

نعيب التواصل الاجتماعي.. والعيب فينا

10 مايو 2023

هل نحن أسرى لوسائل التواصل الاجتماعي في هذا العالم الافتراضي؟ كيف أثرت وسائل التواصل الاجتماعي على أسلوب تواصلنا مع من حولنا؟ كيف سيبدو العالم بدون منصات التواصل الاجتماعي؟ هل نحن من جعلنا أنفسنا أسرى لهذه المواقع فأصبحنا لا نتخيل أن نعيش بدونها؟ أليست الثورة التكنولوجية سلاحا ذا حدين؟ ان منصات التواصل الاجتماعي ماهي الا جزء من الثورة الرقمية التي نشهدها اليوم ولقد كان التحول الرقمي له الدور الأكبر في التواصل والتفاعل، وجعل التواصل أسهل حول العالم. أدى هذا التأثير الى ظهور أنواع مختلفة من منصات التواصل الاجتماعي التي لها دور كبير واساسي، وتميزت هذه المنصات بسهولة التواصل الاجتماعي بها، فأصبح كل شي على بعد كبسة زر على شاشات الهواتف النقالة، بالإضافة الى ذلك تعتبر وسيلة اتصال من أقوى وأسرع الوسائل. ومع انتشار مواقع التواصل أصبح لكل منا عالمه الخاص؛ فصار الكثير مندمجا تماما مع تلك المنصات تاركاً خلفه حياته الواقعية والعملية والعلمية؛ وقد ساعدت فترة الكورونا على ذلك. الكثير من الشعارات التي تطلق من خلال هذه المنصات فقد تكون شعارات حقيقية وأخرى مزيفة غير صالحة ويمكن بجهل يتم اتباعها فيسبب للفرد مشاكل هو في غنى عنها. أما عن الشعارات الحقيقية على سبيل المثال قد يتشارك مجموعة من المستخدمين نفس الاهتمامات في عدة مجالات مثلا سياسية علمية او اقتصادية مما يسمح لهم بالتواصل مع بعض عبر خبراتهم واهتماماتهم وحرية التعبير دون التقيد بالمكان الجغرافي الذي يعزز الثقافة في المجتمعات المختلفة. من جانب آخر قد تكون بعض الشعارات مزيفة ويتسابق الجميع فيها للوصول الى الترند والهدف من ذلك هو أن يكون متصدرا البحث بأي شكل من الاشكال ومهما كانت الاحداث وان كانت غير ملائمة لمختلف افراد المجتمع، كالسباق على المحتوى الهابط والركيك. نلاحظ أن بعض الشعارات تكون لامعة جدا وبراقة ولكنها تشكل خطرا على المستخدمين من بعض من ضعاف النفوس التي تجعلهم فريسة سهلة. أو التسويق من قبل بعض المشاهير لشراء بعض المنتجات التي لا فائدة منها غير الربح السريع لهم او المشاريع الوهمية. صار هناك سباق محموم لجمع ونشر المعلومات المضللة واستخدامها دون التأكد من صحتها او لهدف انتهاك الخصوصية الخاصة بالمستخدمين. قد يساهم بعض المشاهير في المنصات المختلفة الى رفع بعض الشعارات المزيفة ونشرها بصورة كبيرة لدرجة تصديقها وبدون وعي، لأنها تنشر وعبر اشخاص يفترض أن لهم مصداقيتهم لدى المستخدمين وقد يتبناها المستخدمون بناء على كلام ذلك المشهور وهو غير حقيقي ومحض كذب. ان فرط استخدام منصات التواصل الاجتماعي يؤدي الى هدر واستنزاف الوقت الذي يجب ان نستخدمه فيما يفيد، ومن الشائع أيضا أنها قد تؤثر على الصحة النفسية كالتنمر الالكتروني وفقدان القدرة على التحكم في الانفعالات بالإضافة الى التشتت الذي تسببه كثرة الاشعارات في المنصات المختلفة. بلا شك سيل هائل من الرسائل وكمية المؤثرات والتأثيرات التي تؤثر على حالتنا النفسية ونتأثر بها من حزن وفرح في خلال وقت قصير له وبحسب ما أشارت له الأبحاث انها قد تكون من أسباب القلق والاكتئاب. في النهاية إن وسائل التواصل الاجتماعي في عالم افتراضي هي مجرد وسيلة ولا تغنينا عن العالم الحقيقي، ودفء العلاقات، والأصدقاء، والعائلة. وتظل هناك تساؤلات حائرة: هل العيب فينا أم في التقنية؟ وهل الخلل في الاشعارات ام الشعارات؟ وهل هناك ما يمكن أن تفعله بعيدا شعارات واشعارات التواصل الاجتماعي؟