16 سبتمبر 2025

تسجيل

مراكزُ الشبابِ والأنديةِ: الدورُ الاحتفاليُّ الـموسميُّ

10 مايو 2016

لا يمكنُ للمراكزِ الشبابيةِ والأنديةِ الرياضيةِ النجاحُ في أداءِ دورِها الاجتماعيِّ، في أوساطِ الناشئةِ والشبابِ، إذا لم تنطلقْ من حقيقةٍ بسيطةٍ تقولُ إنَّ مجتمعَنا مجتمعُ رفاهٍ تَرعى الدولةُ إنسانَهُ وتَحُولُ بينَهُ وبينَ العَوَزِ والحرمانِ. فهذه الحقيقةُ تُشيرُ إلى أنَّ الحصولَ على وسائلِ الترفيهِ وأدواتِهِ أمرٌ في متناولِ الجميعِ، ولذلك ينبغي أنْ تُقَدِّمَ المراكزُ والأنديةُ شيئًا آخرَ غيرَ كونِها مقارًا فيها وسائلُ ترفيهٍ ساذجةٍ، وتُقامُ فيها فعالياتٌ بلا لونٍ ولا طعمٍ ولا رائحةٍ. الإجازةُ الصيفيةُ على الأبوابِ، فهل هناك خططٌ لجذبِ الناشئةِ والشبابِ، تَمَّ وَضْعُها بناءً على تخطيطٍ علميٍّ اِسْـتُعينَ فيه بمختصينَ في علم النفسِ والاجتماعِ؟ من خبراتِنا الـمُتراكمةِ، نستطيعُ الإجابةَ بلا. فالمُخططاتُ، في هذا الصَّدَدِ، ليستْ أكثرَ من احتفالياتٍ لا تأثيرَ لها في ترسيخِ مفاهيمِ المسؤوليةِ الاجتماعيةِ، ولا دورَ لها في إكسابِهم معرفةً علميةً وعمليةً، أو تكوينِ شعورٍ جَمْعيٍّ لا يلغي شخصياتِهم الفرديةَ.بالطبعِ، إنَّ الوصولَ بالعملِ الشبابيِّ في مستواه الاجتماعيِّ إلى درجةٍ مُتَقَدِّمةٍ، تخطيطًا وتنفيذًا، لن يكونَ في سنةٍ أو سنتينِ، وإنما يلزمُ له احتكاكٌ دائمٌ بالتجاربِ في الدولِ الأكثرِ تقدُّمًا. لذا، نتمنى على وزارةِ الشبابِ والثقافةِ، أنْ تضعَ خطةً لتبادلِ الخبراتِ مع تلكَ الدولِ في مجالاتِ التخطيطِ والتنفيذِ، تتضمنُ ابتعاثَ شبابٍ من الجنسينِ إليها ليُعايشوا على أرضِ الواقعِ ما يتمُّ عملُهُ في هذا الصَّدَدِ. وعندما نقول: ابتعاثُ شبابٍ، فإنَّنا لا نتحدثُ عن القيامِ بمهمةٍ رسميةٍ للموظفينَ، وإنما عن شبابٍ يتمُّ تأهيلُهم لسنواتٍ، وإفساحِ المجالِ لهم، بعد ذلك، ليقوموا بدورِهِم في وَضعِ الخططِ والإشرافِ على تنفيذِها.في ضوءِ رؤيتِنا الوطنيةِ لسنةِ 2030م، نجدُ أنَّ من الواجبِ الخروجُ من إطارِ الدورِ الاحتفاليِّ الموسميِّ للمراكزِ الشبابيةِ والأنديةِ الرياضيةِ في مجالِ رعايةِ الشبابِ، والانتقالُ إلى مستوى أعلى في أداءِ مهامِها كرافعاتٍ تؤدي دورًا وطنيًا واجتماعيًا ومعرفيًا حقيقيًا يمكنُ الارتكازُ عليهِ في تحقيقِ الرؤيةِ. وهذا يكونُ من خلالِ الالتزامِ بالقراءةِ العلميةِ لمجتمعِنا، والبحثِ عن سُبُلٍ للخلاصِ من الفجوةِ بينَ ما يجذبُ الناشئةِ والشبابِ ويُقَدِّمُ لهم أشياءً غير تعليمِ استخدامِ الكمبيوتر والندواتِ التثقيفيةِ، وبين الحاجاتِ النفسيةِ والعقليةِ والبدنيةِ الحقيقيةِ لهم. كلمةٌ أخيرةٌ: العملُ الشبابيُّ ليس مجردَ أداءِ مهامٍ إداريةٍ، ولكنه احتكاكٌ بالناشئةِ والشبابِ، ودراسةٌ علميةٌ للتأثيرِ بهم إيجابًا.