قطر وتركيا.. علاقات فريدة

لم يكن الاجتماع الذي شهدته مدينة انطاليا جنوبي تركيا امس بين وفد دولة قطر برئاسة سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية وزير الخارجية والوفد التركي برئاسة سعادة السيد مولود جاويش أوغلو وزير خارجية تركيا، حدثا عابرا، في محطة العلاقات الثنائية بين البلدين، ذلك انه لم يكن اجتماعا عاديا مثل تلك الاجتماعات التي تعقد بين الدول وتصدر عنها تلك التصريحات الروتينية عن بحث العلاقات الثنائية وتطويرها وما شابهها.لم يكن اجتماعا عاديا، لأنه يشكل أولى الخطوات في تنفيذ التوجهات العليا لقيادة البلدين في نقل العلاقات المميزة بينهما إلى مرحلة جديدة، وهو ما كان هذا الاجتماع يفعله، وذلك من خلال التحضير لانعقاد لجنة "مجلس التعاون الإستراتيجي التركي القطري رفيع المستوى"، وهي اللجنة التي جرى التوقيع على إنشائها خلال زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى أنقرة في ديسمبر 2014، حيث تهدف اللجنة لتمكين البلدين من تعزيز التعاون الشامل في مجالات العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، بجانب وضع الآلية التوجيهية للعلاقات الثنائية.لقد كانت زيارة سمو الأمير إلى أنقرة في ديسمبر 2014 محطة بالغة الأثر في تعزيز مستوى العلاقات بين البلدين، وهي زيارة كان لها أثر بعيد المدى في تعميق العلاقة بين البلدين، إلى الدرجة التي وصفها فيها السفير التركي في قطر أحمد ديميروك، ذات مرة، بأنها أفضل علاقة يمكن أن تنشأ بين بلدين في العالم، بسبب الأرضية المشتركة الفريدة من نوعها التي تجمع البلدين، والعلاقات السياسية الممتازة. كما وصفها وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو امس بأنها "ليست علاقات استراتيجية فحسب، بل ترقى إلى مستوى الإخوة".ان تطابق الرؤى بين البلدين في مجالات كثيرة، وخصوصا فيما يتصل بالقضايا الإقليمية وامتلاكهما حلولا مشتركة في القضايا الدولية التي تهمهما، يعكس مدى مستوى التقارب الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، وهو أمر ما كان ليحدث، لولا اهتمام قيادة الدولتين والمتابعة المستمرة على أعلى مستوى.