12 سبتمبر 2025
تسجيلالوفد الإسلامي، الذي ترأسه فضيلة العلامة يوسف القرضاوي في زيارته التاريخية الى قطاع غزة الباسل والصامد والمقاوم أعطى لمعنى الكفاح المسلح بعداً دينياً وانسانياً قوياً، وان لم يكن غائباً عن فكر المناضلين الذين حموا فلسطينيي القطاع ودافعوا عنهم بالغالي والنفيس في مواجهة عدو إسرائيلي متغطرس ومستكبر خلال سنوات الاحتلال البغيض، التي تكللت بالنصر ببركة دماء الشهداء الذين صنعوا الانتصارات، وحرروا هذه البقعة الطاهرة من فلسطين، من دنس الصهاينة جنوداً ومستوطنين، وليصبح "دماء الشهداء مداد العلماء". إلا أن غيمة سوداء مع الأسف ظلّلت زيارة الوفد الإسلامي إلى غزة، محورها انتقاد ورفض بعض الفصائل الفلسطينية لهذه الزيارة والتقوّل بأنها تحمل تكريساً لانقسام البيت الفلسطيني، وهنا نعتقد بأن ما جاء في بيانات هذه الفصائل لا يمثل إلا رأي أصحابها ولا تعبّر عن الأغلبية الصامتة من الشعب الفلسطيني، وإلا كيف تنظر هذه الفصائل إلى الاستقبالات التي تتم لمسؤولين إسرائيليين على مساحة الجغرافيا الفلسطينية في مناطق أخرى. يقيناً أن زيارة الوفد الإسلامي جاءت لكسر الحصار السياسي عن قطاع غزة، ولدعم المقاومة في فلسطين وتعزيزاً للبعد الإسلامي في القضية الفلسطينية والصراع العربي — الإسرائيلي، فالصهيونية أبعد ما تكون عن رسالة نبي الله موسى عليه السلام، وما كانت فلسطين منذ فجر التاريخ يهودية. علماء الأمة لم يأتوا إلى غزة لتكريس الانقسام، ولو أن الضفة الغربية ليست تحت الاحتلال البغيض لكانت المبادءة في القدس أولاً والأقصى المبارك مسجد المسلمين الثالث وقبلتهم الأولى. الأولى للذين عارضوا زيارة وفد علماء المسلمين برئاسة الشيخ الفاضل من قادة بعض الفصائل أن تتوحد مواقفهم على رفض التنازلات التي تنطلق من هنا وهناك للمغتصبين بالخداع الأمريكي وغيره.