11 سبتمبر 2025

تسجيل

تماماً مثلك يا سعيد

10 مايو 2011

أعلم أني وإن التقيت بأحدهم وللحظات فإني سألتقي به مجدداً فيما بعد، (نعم) لربما لا أدركها الفترة التي ستشهد ذلك، ولكني اعلم ومن الأعماق بأنه ما سيكون وبعد حين. ما حدث أن قصة سبق أن سردتها منذ زمن عن طفل كان قوي الإرادة واسمه (سعيد)، غير أن ظروفه لم تكن لتُسعد صاحبها، فهو يعاني من (إعاقة حركية) تُلزمه بوضعية معينة ليست مريحة، ولكنه يجد سعادته من خلالها لأنه يعلم كيف يفرح، وكيف يستفيد من وضعه وإن كان صعباً، وهو ما يفتقده البعض منا، أولئك (الذين يملكون ما لا يشعرون بقيمته حتى يُفقد تماماً). قد يكون هذا البطل (سعيد) عاجزا عن الحركة التي يتمتع بها أقرانه ممن يشاركونه ذات المرحلة العمرية، ولكن صبره على ما يعيشه قد جعله أكثر إقبالاً، وقدرة على تقبل الأمور، فهو ليس استسلاماً (البتة)، ولكنها رغبته لخوض ذاك التحدي الذي يسعى لأن يخرج منه أكثر قوة وصلابة من أي وقت مضى، فهو يدرك ومن قلبه أن خوض تجارب الحياة الصعبة وبعزم وإن لم يشحنك بقوة أكبر، فإنه سيوسع مساحة صبرك؛ لتزداد قدرتك على التحمل أكثر. حين سردت قصة البطل (سعيد) تلك المرة، فعلت كي نحصد أكبر قدر من التوصيات لنسمح له بممارسة حقه الشرعي في الحصول على التعليم في إحدى المدارس الرائجة والمتخصصة في هذا المجال، ولم تكن تلك المحاولة، وذاك النداء من جهتي وحسب، بل من جهة والدته التي كرست كل لحظة من لحظات حياتها من أجل إسعاده هذا البطل (سعيد)، والزمن يشهد لها بذلك من خلال كل ما تقدمت به من اقتراحات كي تساعده وتعينه هذا البطل (سعيد) وكل من يعاني معاناة تماثلها معاناته، ولكن ما حدث أن تلك المحاولات قد حصدت من الردود Nothing، لتخرج من بعدها خالية خاوية، والحق أني تابعتها ولفترة، ولكن تلك المتابعة قد انحرفت عن مسارها نتيجة لتغير مسارات الحياة، والمفاجأة أني وحين عدت منذ أسبوع مضى للتحدث إليها بحثاً عن إجابة لسؤال كنت قد طرحته، وجدتها هي تلك الأم التي لازالت تحب ولدها وتسعى إلى تطويره وإن لم يتحقق له مراده بالتعلم في إحدى المدارس، وما كان منها يشهد لها بذلك فلقد صممت على تعليمه، فكان أن تحقق له حلمه بالحصول على التعليم الذي يُعرف بـ (Home Schooling)، وبإشرافها شخصياً وهي تلك التي وفرت له البيئة الصالحة لذلك، فكان أن حصد أعلى الدرجات المشرفة. ما الذي جعلني أفتح ملف البطل (سعيد) من جديد؟ وما الذي جعلني أتحدث عنه وعن والدته رغم أن هناك من يسعى لأن يأخذ محله من هذا العمود؟ (حسناً) لقد فعلت ذلك؛ لأني رأيت الحال على ما هو عليه حتى هذه اللحظات، إذ لا يزال هناك من لا يدرك تلك المعاناة التي يعاني منها من فقد (منه) ما يجعله عاجزاً، وكل ما يحتاجه من حياته وفيها هو ممارسة حقه الشرعي في (العيش) بسلام دون أن يجد معه من ينغص عليه حياته، إذ وللأسف بيننا من لا يدرك ذلك، ويسعى وبكل جهده إلى تحطيم عزم من يحاول أن ينجح في حياته منهم، تماماً مثلك يا (سعيد)، أيها البطل الذي لم ترعبه القيود، ولم تجمده الظروف رغم أن منها ما كان قاسياً. نصيحة لك أيها القارئ كن مثل البطل (سعيد)، وستدرك كم هي الحياة جميلة. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]