10 سبتمبر 2025

تسجيل

العيد فرحة

10 أبريل 2024

تقبل الله طاعتكم، الحمدالله الذي بلغنا وإياكم صيام الشهر الفضيل. بعد شهر الصيام يأتي العيد وهو فرحة للمسلم الصائم، ويعتبر منحة إلهية كي يشعر فيه المسلمون بأنهم أدّوا العبادات وفازوا برضا الله عز وجل. ومن السنة إظهار الفرح والسرور باستقبال العيد وشرع ذلك للمسلمين بعد إتمام الفريضة. مقاصد العيد كثيرة، قد لا تتسع هذه السطور لذكرها، منها العطاء والتراحم والتسامح والمشاركة، وبطبيعة الحال هناك الفرح والتزاور وصلة الرحم. في العيد تتزين البيوت والشوارع، ولا سيما القلوب قبلها لاستقبال العيد السعيد، ما يميز الأعياد لقاء الأهل والاصحاب. يكمن جمال العيد في الاستقبال والزيارات وتبادل التهاني ولقاء الأهل، ولكن القاسم المشترك في العيد هو التراحم وتبادل الزيارات. قد يكون هناك اختلاف في فرحة العيد حديثا وقديما، في السابق كانت أيام العيد بسيطة جدا وجميلة تتراوح بين زيارة الاسرة الممتدة والأصدقاء، وتوزيع العيدية، وغداء العيد الذي يجمع الكل. يأتي العيد ليغرس في الأطفال الثقة والحب والشعور بالأمان. أما اليوم اختلف العيد كثيرا وتطورت العيدية وصارت التكنولوجيا عنصرا رئيسيا في المعايدات، ولكن يبقى التراحم والتواصل والعطاء. العيد في الغربة قد يكون مختلفا وأصعب حيث يكون الاحتفال بعيدا عن الأهل، ولكن الكل يحاول الاحتفال مع المسلمين من حولهم. اليوم التقنية سهلت التواصل كثيرا، فأضحى التواصل المرئي والصوتي حاضرا في السفر بلا شك وبات أمرا ضروريا. فضلا عن ذلك فإن فرحة العيد بالنسبة للكبار والصغار، مازالت هي ذكريات الطفولة، بل أكاد أجزم أن كل منا يتذكر أكبر عيدية. وأجمل ثوب عيد لا ينسى. وأجمل عيد مر عليه بصحبة أشخاص كانوا يعنون له الكثير الى اليوم قد يكون. وعلى مائدة العيد تجتمع كل الاسرة. تختلف المظاهر فهي موسم فرح بعد شهر كامل من الصيام والعبادة. من مظاهر العيد الجميلة أيضا، بل أهم مميزاته لدى الجميع، العيدية التي ينتظرها الأطفال ويفرحون بها جدا، بل يكاد كل طفل يجزم أن فرحة العيد وبهجته هي هذه العيدية. وتختلف قيمة العيدية بحسب درجة القرابة الأسرية، فعيدية الجد تختلف عن عيدية الخال أو العم بلا شك. ولا يختلف اثنان أن بالإضافة الى القيمة المادية فهناك أثر معنوي. وتعودنا ونشأنا على أن تشمل عيديتنا الجميع، ولا تقتصر على الأطفال فقط فالعيد فرحة للجميع، فالعيدية تشمل حتى العمال والفقراء والمحتاجين. لا فرق فالعيد فرحة لكل من حولنا، والمجتمع لا يعيش إلا بهذا التراحم. العيد فرصة عظيمة للفرح واللقاء، بل للتصالح أيضا، ولم شمل الأسر. وفرصة عظيمة لنسيان الماضي من الضغينة والحقد والمشاحنات. وينبغي على العاقل ان يستغل العيد بالمبادرة بالإصلاح، بالتهنئة بالعيد والابتسامة في وجه الاخرين، ومصافحة الجميع. وانهاء الخصومة التي قد تكون بسبب خلافات تافهة لا تذكر، وبسبب الشيطان. فالعيد هو منحة للفرح وترسيخ العلاقات والترابط الاسري وتوثيق أواصر الأخوة الدينية في المجتمع، التي لابد أن يحرص الجميع عليها. ولا ننسى أهل غزة الذين يغيب عنهم العيد ومظاهره، وبعد ستة أشهر من القتل والإبادة والجوع، وبالتزامن مع الحرب التي تشنها عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفي انتهاك واضح لكل القوانين الدولية، والعنف والعدوان الصارخ على الأبرياء العزل. وفي ظل اختفاء مظاهر العيد والاحتفال، والدمار الهائل في البنية التحتية والمنازل وخلو الأسواق من البضائع. نسأل الله عز وجل أن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة وسنين مديدة، ويجعلكم من الفائزين، وأن يجعل أيامنا وإياكم كلها أعيادا وفرحا وسرورا. عيدكم مبارك... وكل هذا بيني وبينكم.