10 سبتمبر 2025
تسجيل* قاتل الله البخل والشُّح فهما من الصفات الذميمة التي تُعيب الإنسان ويمثلان حالة مرضية تحرم الإنسان بأن يتمتع بما أعطاه الله من خير أو يجود على غيره من الفقراء أو المحتاجين. وهي صفة نشاهدها في أصحاب الأموال أكثر من غيرهم، فالبخيل لا يُصادق إلا بخيلا مثله يتمتع بنفس الصفات وهو بعيد عن الكرم بعد المشرقين عن المغربين. لكن يظل هذا المسكين برغم ثرائه يجمع المال ويكدسه في البنوك ويأتي بعد عينه من يأخذه بكل سهولة ويتمتع به ويمكن لا يذكره بشيء أو يتصدق عنه من ماله الذي تركه أو يعمل له عمل خير باسمه. والحكمة تقول إذا الإنسان لم ينفع نفسه على حياته بعمل خير فلا ينتظر من أحد بأن يعمل له عمل ذلك بعد مماته إلا فيما ندر. * البعض برغم ما أعطاه الله من واسع فضله قد يكفي لأجيال من ذريته ويا سبحان الله يريد أن يأخذ كل شيء ولا يترك فرصة لأحد لا شاردة ولا واردة. ويظل يلهط ويلهث وراء جمع المال ولا يشبع برغم تخمته منه. وإذا حان موعد الزكاة يكون حاله حالا يظل يُعاني وفي صراع مرير مع نفسه هل يُخرج المال للزكاة الذي يستكثره على الأبواب المعروفة للزكاة أم يذهب ليشتري به عقارا أو أي استثمار لكيلا يُخرج من خلاله الزكاة ومع أن المال مال الله الذي أعطاه وهو مستأمن عليه. * عندما تُداهم المؤمن الكرب والمصائب يلجأ مباشرة إلى الله ويطلبه جل جلاله بأسمائه الحُسنى التي تبعث في النفس الإنسانية الرجاء والأمل والراحة ولا شك بأنه لجأ ووقف بباب أكرم الأكرمين باب العظيم الأوحد لا قبله عظيم ولا بعده!! فهو العظمة الحقيقية الذي يقول للشيء كُن فيكون والذي لو أعطى كل من طلبه لا ينقص من ملكه شيء والذي بابه مفتوح تناجيه متى ما شئت لا تحتاج لموعد ولا واسطة ولا توصية إنما حُسن العلاقة به سبحانه وتنزه عن كل نقص. * يقولون عذبات الأيام ما تمدي لياليها وهذه أعذب وأبرك الأيام أيام هذا الشهر الكريم المعدودات وهي تتناقص يوما بعد يوم وفي الطريق إلى نهايتها، والكَيّس الفطِن من يغتنم هذه الفرصة الثمينة ويسأل الله الثبات على هذا الطريق القويم واستغل هذه الأيام المباركات في طاعة الله وقراءة القرآن الكريم وفعل الخيرات وتجنب المنكرات، إلا أنه بدأ الجزر في المساجد بعد المد الذي نشاهده في أول شهر رمضان وقامت أعداد المصلين في تناقص يوما بعد يوم!! وآخر الكلام نحمد الله بأننا نعبد ربا كريما جل جلاله وتنزه عن كل نقص وننتمي إلى هذا البلد الطيب الكريم..