14 سبتمبر 2025
تسجيلجَرت العادة أن يتبادل الصائمون مع دخول رمضان هدية رمزية يُطلق عليها باللهجة العامية (نقصة) وسابقاً كانت عبارة عن أطباق من المأكولات للفطور أو للسحور ويتم تبادلها خلال الشهر الفضيل بين الأخوة والجيران، كما كان التمر من الهدايا التي يهديها الصائمون لبعض، أو القهوة العربية أو بعض المواد الغذائية المرتبطة بشهر رمضان مثل العصير أو الڤيمتو أو الحلويات مثل الجيلي وغيرها، ومع تَطّور الزمن وانفتاح السوق بدأت تتعقد هذه النقصة التي كانت بسيطة ورمزية وفي متناول الجميع ويمكن الاستفادة منها خلال الشهر لتتحول إلى هدايا متنوعة بدءا من السجادة ومصحف القرآن الكريم مروراً بالأواني المنزلية والعطور انتهاء بالمجوهرات والذهب وكلما زادت صلة القرابة، كانت النقصة أغلى فقد تصل تكلفتها بالآلاف، وبذلك فان الشخص بحاجة إلى ميزانية أخرى لنقصة رمضان ناهيك عن ميزانية الأكل والقرنقعوه الذي هو أيضاً أصبح يحتاج إلى ميزانية وبعدها العيد واحتياجاته وترتيباته وبذلك يحتاج الشخص إلى شهرين متتاليين ليعيد التوازن لميزانيته بعد شهر رمضان والعيد. الأصل في تبادل النقصة أن ينتقص الإنسان من أشياء موجودة لديه والاّ من الأكل ليرسله لشخص عزيز أو لجيرانه لتعم الألفة والمحبة والمشاركة، والقصد بها البساطة والرمزية كما أنها ليست شيئا مهما وثابتا وقانونا ولا يُقبل الصيام إلاّ به، ويجب ألا يزعل أحدهم لأن فلانا أو علانا لم يرسل له نقصة رمضان هذا العام، وليس من الواجب رد النقصة بأفضل واغلى منها، وللأسف أن هذا ما يحدث، وأن المناسبة البسيطة أصبحت مُعقدة وقد تُكلّف على البعض، بل أصبح الناس يتهادون دون لقاء وزيارات في حين أن اللقاء المباشر وصلة الأرحام هي أهم من الهدية الرمضانية التي قد تدخل في دائرة المجاملات الاجتماعية المُكلفة والتي يجب التخفيف منها وعدم المغالاة بها، فالكثير قد يهدي هدايا غير مناسبة لشخصية الشخص وبالتالي قد يتخلص منها أو قد تُهمل لذلك لابد من الاختيار بعناية وإهداء الشخص هدية تناسبه هو إذا كان لابد من الهدية ليستفيد منها ويستخدمها عوضاً عن التصّرف بها! العودة للبساطة مطلب اجتماعي ففي كل المجالس النسائية تسمع أن التكاليف أصبحت غالية وأن الواجبات الاجتماعية مُكلفة ومبالغ بها في حين أن النساء أنفسهن يتنافسن في تقديم الهدايا الرمضانية وغيرها لتحظى بالمديح من الباقيات ولتبقى مميزة، وعليه يجب علينا البدء في التغيير، فالحياة تتغير وتتعقد وترتفع أكثر وعلينا إعادة التفكير في تلك المجاملات الاجتماعية وتبسيطها وقبول الهدية البسيطة وغير المكلفة فيكفي التقدير والتذكر بارسال هدية أو نقصة بسيطة لغرض الابتهاج والتآلف من مبدأ وسنة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تهادوا تحابوا، مع عدم المبالغة وإرهاق الميزانيات. [email protected] @amalabdulmalik