15 سبتمبر 2025

تسجيل

الرهيبُ يزأرُ ألـماً!!!

10 أبريل 2014

من الـمآسي الكرويةِ أنْ يزأرَ الأسدُ الريانيُّ ألـماً، بعد عهودٍ من الزئيرِ فَـرَحاً بانتصاراتِـهِ وفخراً بإنجازاتِـهِ، وشَـتَّانِ ما بينَ الزئيرينِ.مرةً أخرى، نتحدثُ بلغةِ الـمواجعِ التي أتقنَـتْها قلوبُ جماهيرِ أنديتِـنا، وبخاصةٍ جمهورُ الرهيبِ الذي صارَ مصيرُ ناديهِ مرهوناً بعملياتٍ حسابيةٍ مُفْـتَـرَضَةٍ لنتائجَ مبارياتِ الجولةِ الأخيرةِ من الدوري، وينتظرُها بفارغِ الصبرِ لأنها إمَّا أنْ تحفظَ له ماءَ الوجهِ فيبقى في ذيلِ ترتيبِ فِـرَقِ دوري الدرجة الأولى، أو تكونَ سبباً في تسجيلِ نقطةٍ سوداءَ في تاريخِـهِ الكرويِّ فيهبطُ للدرجةِ الثانيةِ مرةً ثانيةً.سأكون صريحاً وأقولُ إنَّ الجدلَ بشأنِ الـمسؤولينَ عن الـمجزرةِ التي تعرضتْ لها قَـلْـعةُ النادي لم يَـعُدْ مُجدياً، فقد قِيلَ الكثيرُ، ووُجِّـهَـتْ النداءاتُ لإصلاحِ الـمَسارِ، وطالَبَ جمهورُهُ بالشفافيةِ في بَـحْـثِ مواضعِ الخللِ، فلم تُبالِ الإدارةُ بها، بل كانت تخرجُ علينا بتبريراتٍ تلومُ فيها الجميعَ وتستثني نفسها، وكأنَّ الأمرَ لا يتعلقُ بصَرْحٍ كبيرٍ من صروحِ الرياضةِ في بلادِنا، وكأننا لا نتحدثُ عن رافدٍ أساسيٍّ من روافدِ كرتِـنا القطريةِ وركائزِها الصلبةِ.عندما يُـذْكَـرُ الريانُ، يفوحُ عبيرُ تاريخٍ طويلٍ من الإنجازاتِ والبطولاتِ، وتتدافعُ الصورُ في ذاكرتِـنا الوطنيةِ مُحتضنةً النجومَ الذين أهداهم النادي لـمنتخباتِنا فسَـطَّروا صفحاتِ الـمجدِ الكرويِّ بأحرفٍ من اللعبِ والأداءِ الفنيِّ رفيعيِّ الـمستوى، ويُثلجُ صدورَنا هديرُ الأمةِ الريانيةِ التي اعتادتْ مدرجاتُنا أنْ تهتزَّ له. لكن ذلك كلَّـه صارَ ماضٍ يَعتصرُ القلوبَ بألامِ الحاضرِ الـمرير.تخبطاتٌ بَدَتْ في تغييرِ الـمُدربِ، والتهاونِ في استثمارِ فترةِ الانتقالاتِ الشتويةِ بشكلٍ جيدٍ، وعدمِ الاهتمامٍ بإصلاحِ الخللِ الذي سادَ جميعَ خطوطِ اللعبِ، جميعُها أسبابٌ أدت إلى هذا الواقعِ الـمريرِ. والـمشكلةُ أنَّ القلبَ الريانيَّ ينزفُ من رصيدِ جماهيرهِ وتاريخِـهِ، وقلعتَه تشكو ضَعْفَ أسوارِها، والأمةَ الريانيةَ تُطالبُ وتُـلِحُّ في مطالبتِـها بعملٍ كبيرٍ يُعيدُ إلى ناديها وَهَجَـهُ وتألُّـقَـهُ، فلا يُستجابُ لها.ورغم كلِّ ذلك، نتوجَّـهُ إلى أبناءِ الأمةِ الريانيةِ نطالبُهم بالتعالي على جراحِـهِِـم، وأنْ يُؤازروا الرهيبَ في مباراتِهِ الأخيرةِ، فهو قلعتُـهُم التي يجبُ أن يُحَصِّـنوا أسوارَها بوقوفِـهِـم معها في حالاتِ التراجعِ كما يفعلون في حالاتِ الإنجازِ والفوزِ.كلمةٌ أخيرةٌ:عندما يكونُ بعضُ أنديتِـنا جزءا من وعينا الرياضيِّ، وعنصراً في ذاتنا الوطنيةِ، فإنَّ الألمَ يكونُ أعظمُ أثراً وأشدَّ قسوةً.