11 سبتمبر 2025

تسجيل

كلهم يقولون ولكن ما قولك أنت؟

10 أبريل 2012

هناك من سيقول: (لا ذنب لك، كل ما في الأمر هو أنهم يفتقرون إلى التخطيط السليم الذي يناسبك وأقرانك، ومتى توافر التخطيط اللازم، ستنحل العقدة وسينقضي الأمر وستعمل)، وهناك من سيقول: (لا ليست مسألة تخطيط، ولكنه التقصير الذي تعاني منه أنت وأقرانك، إذ وبلاشك تنقصكم المؤهلات التي تحتاجونها ليتم تأهيلكم لتلك الوظيفة)، وهناك من سيقول: (لا حظ لك، فأنت لست بمحظوظ أبداً، لا أنت ولا أقرانك)، كل هذا وأكثر من تلك العبارات المزعجة التي تنهال على رأس من حمل على رأسه هم البحث عن وظيفة تليق به؛ ليعيش بكرامة، ويحظى بأمن وظيفي يوفر له الأمان والاستقرار في الحياة، دون أن يفقد بين الجميع قيمته، التي يخشى عليها الذبول بمرور الوقت، ذاك الذي ينساب منه بعد أن يخلف في نفسه (حالة من الخوف) تجبره وغيره على السعي بخطوات مبعثرة قد يتعثر بها، وإن تظاهر بالتماسك؛ وذلك كي يصل إلى كل بريق مده بأمل جديد لعمل جديد لربما يفوز به، ويعبر من خلاله عن ذاته، ويُفرغ فيه مخزونه، الذي ظل يُغذيه بعلمه لأعوام عديدة من عمره المديد قبل أن يلتهمه فراغ الوقت، والذي توافر له وبسخاء في لحظة ممتدة ربطت بين لحظة بحثه عن وظيفة مناسبة، ولحظة حصوله عليها؛ لتختبر ردة فعله حيال هذا الأمر، ومدى قدرته على التماسك، غير أن الأمر لن يكون كما سيتوقعه، إذ أنه وما أن يصل حتى ليرتطم بتلك العبارات التي ذُكرت سلفاً في مقدمة مقالنا اليوم، والذي سيتناول الحالة التي يعاني منها من يُعرف على أنه (عاطل). العاطل وكيف تتعطل حياته؟ إن المعني من هذه الكلمات هو من يعاني من كلمة (عاطل)، وهي تلك التي ستلازمه حتى حين، لن ينقضي بسهولة، وستتعطل خلاله حياته؛ بسبب فرصة عمل ضبابية لا يمكن تحديدها؛ لأنها غير واضحة، وستستغرق من الوقت الكثير قبل أن تدرك المواهب والطاقات التي تقف بانتظارها وبشكل عشوائي لا يخضع لأي تنظيم، لابد أن يكون لنا، غير أننا وللأسف لا ندرك متى وكيف سيكون؟ وعليه يظل المعنى من كل هذه الكلمات السابقة يعاني من قيود تفرضها الظروف؛ ليسلم لها دونها المقاومة، والمطالبة بحق التعبير عما يملكه، وما سبق له وأن حققه في حياته، وهو ما يتطلب فرصة عمل حقيقية؛ كي يُسلط الضوء عليه. أيها الأعزاء لا قيمة للقول إن لم يصاحبه الفعل، وهو الوضع ذاته مع الوعود التي تطلق دون أن تنطلق نحو حيز الأفعال، فتظل كما هي مجرد وعود لا قيمة لها في نفس المعنى من كل هذا الحديث، فهو من يحتاج لمن يثق به، ويكسبه شيئاً من تلك الثقة؛ كي يتوظف بها ويُوظف من خلالها مهاراته التي يحتاجها المجتمع؛ ليتطور ويرتقي أكثر. كل ما سبق يخصك أنت العمل فرصة قد تأتي وقد لا تتكرم بزيارتها لك، فهل يعني ذلك أن تظل في صالة الانتظار، دون أن تتحرك وتُحرك ما بداخلك من طاقات الأجدر بأن توظفها بنفسك في المسار الصحيح الذي تدركه أكثر من غيرك؟ (نعم) قد يُلهبك هذا السؤال: وكيف أفعل ذلك؟ ولكن سنخمد لهيبه بهذه الإجابة: حدد ما تملكه من مهارات، وابحث عن وسيلة تعينك على تطويرها، ثم اخلص لعملك، وثق بالله أولاً وقبل كل شيء؛ لتتأكد من أنك تستطيع القيام بما يعبر عنك، وإن لم يكن ذلك في قالب وظيفة لربما تكون ولربما لن تكون. كلمة أخيرة توافر فرص العمل، يخلق منك موظفاً لدى جهة ما، بينما توافر العزيمة على إثبات ذاتك بأي مكان يخلق منك مبدعاً سيسطع نجمه أينما حل إن شاء الله؛ لذا لا تستسلم للظروف، وانطلق نحوها أحلامك وبكل عزم، وليوفق الله الجميع. [email protected]