قطر تعيد الأزمة الإنسانية بالسودان للأضواء

يعكس صدور قرار مجلس الأمن الدولي بأغلبية أعضائه والذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في السودان الشقيق خلال شهر رمضان الكريم، الحاجة الملحة للتعامل مع القتال الدائر هناك منذ نحو عام، دون مؤشر في الأفق لوضع حد له، بجانب الالتفات للأزمة الإنسانية المنسية هناك، حيث تقول الأمم المتحدة إن أكثر من نصف السودانيين - البالغ عددهم أكثر من 48 مليون نسمة - باتوا يحتاجون إلى المساعدة، بمن فيهم 18 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد، فضلا عن قرابة 5 ملايين سوداني على شفا كارثة بسبب نقص الغذاء، وهو ثاني أسوأ تصنيف يعتمده برنامج الأغذية العالمي لحالات الطوارئ بعد تصنيف المجاعة. لقد جاء ترحيب دولة قطر بقرار مجلس الأمن، باعتباره خطوة مهمة نحو حل الأزمة السودانية بالطرق السلمية، دون أن تغفل الإشارة إلى أن التداعيات الإنسانية الكارثية للنزاع المسلح أصبحت تتطلب تضافر جهود كافة الأطراف لحماية المدنيين، وتسهيل دخول المساعدات الإغاثية بشكل كامل ودون عوائق، والالتزام بمبادئ وقواعد القانون الإنساني الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان. ومع الترحيب بدعوة مجلس الأمن، وضعت دولة قطر الأزمة الإنسانية الكارثية في السودان تحت الأضواء من جديد، وذلك من خلال الزيارة المهمة التي قامت بها سعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، أمس، إلى بورتسودان، للوقوف على الأوضاع الإنسانية هناك وسير المساعدات والاحتياجات المطلوبة، خصوصا في ظل شكاوى منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث من ضعف الاهتمام الدولي بالأزمة في السودان، والاستجابة الضئيلة لخطة الأمم المتحدة الإنسانية المخصصة للسودان للعام 2024، والبالغة 2,7 مليار دولار، لم يصل منها سوى ما نسبته 4 بالمائة فقط.