16 سبتمبر 2025

تسجيل

رمضان في زمن الانكسار العربي

10 مارس 2024

في ظروف رمضانية استثنائية مثقلة بالألم نستقبل شهر رمضان المبارك بعد إعداد العدة المعهودة سنويا لاستقباله، فكل عام والجميع بخير بلغكم الله صيامه وقيامه ونسأله القبول والمغفرة، رمضان هذا العام استثنائي قلوبنا مثقلة ونفوسنا متألمة فهل يقبل منا صيامنا وهل تستجاب دعواتنا وعلى عاتقنا مسئولية شعب عربي مسلم يتعرض للإبادة الكاملة دون هوادة، من صواريخ الكيان الصهيوني المجرم وحلفائه، سيأتي رمضان على غزة حزينًا نتيجة الحرب الصهيونية المستمرة والقيود المفروضة، إبادات جماعية وأفواه جائعة وعطشى ومرضى وجرحى، وقنابل تتساقط ليمتزج لهيبها بالدموع والدماء والجثث لترسل بصراخ الأطفال وآهات الأمهات ونداءات الشيوخ رسائل للعالمين العربي والاسلامي أين أنتم ورمضان قد أقبل، أين الحمية والرحمة والشفقة، أين فتح المعابر لوصول الطعام، أين مسئوليتنا أمام إخواننا في غزة، نحن محاسبون، مصداقاً لقوله تعالى: «فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون» أين نتائج المحادثات واللقاءات المكوكية! وأين نحن من قول عمر بن الخطاب: «لو عثرت بغلة في طريق العراق لسألني الله عنها لِم لَم تصلح لها الطريق يا عمر!» الآلاف اليوم من البشر في ضياع وتوهان نتيجة الحروب وسياسة الأنظمة الجائرة، هل ضاع الاحساس العربي للأنظمة العربية وراء ستار المصالح؟ اليوم الأجواء الرمضانية تعم الدول الاسلا مية العربية هل سيكون مختلفًا في أجندتنا اليومية ونضع نصب أعيننا ما يحدث في غزة من حرمان بالاحتفال باستقباله، نتيجة المجاعة والشتات، وعدم الاستقرار والأمن هل نعتبر؟ أم إن سلوكياتنا كما هي من الاسراف والتبذير والاحتفالات والموائد الزاخرة بأصناف الطعام وتدعيمها بالتصوير والنشر ويشاهدها ويتناقلها الآلاف ممن حرموا من الطعام والشراب، وتلحف أجسادهم المجاعة والفقر، غزة اليوم نموذج، حقًا إنه رمضان استثنائي، غزة اليوم حزينة ولكن لا تعرف الانكسار ولكنه زمن الانكسار العربي.