13 سبتمبر 2025

تسجيل

حرب غزة تفرض نفسها على بايدن وانتخابات الرئاسة!!

10 مارس 2024

تاريخياً وتقليدياً تبقى الشؤون والأزمات الداخلية العامل والمحرك الرئيسي للناخب الأمريكي في انتخابات الكونغرس والرئاسة الأمريكية-لأهميته ولدورها في اهتمامات وأولويات الناخب الأمريكي بشكل عام. خاصة بغياب حروب تشارك بها القوات الأمريكية في الخارج. كما كان عليه الحال منذ شن إدارة بوش الابن الحرب على الإرهاب والحروب الاستباقية التي قادت لغزو واحتلال أفغانستان والعراق قبل أكثر من عشرين عاماً. لكن نشهد في انتخابات الرئاسة الأمريكية اليوم تداعيات وتأثير حرب إبادة إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي وباتت تفرض نفسها على النقاش كإحدى القضايا المؤثرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بسبب موقف الرئيس بايدن وقيادات إدارته- وخاصة وزيري الخارجية والدفاع والناطقين باسم الوزارتين والبيت الأبيض المتواطئين، وحتى الإعلام التقليدي الذي من الواضح انحيازه للسردية الإسرائيلية والتغطية التي تتبنى بشكل واضح السردية الإسرائيلية. ولولا تغطية ومقاطع الفيديو التي تعرض في وسائط التواصل الاجتماعي لحجم الكارثة والدمار والإبادة وسلاح التجويع الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية المحتلة والغازية-لما أدرك العالم حجم الكارثة! سجلت في زاويتي في الشرق عدة مقالات عن الموقف والدور الأمريكي في حرب غزة منذ شن إسرائيل حربها في أكتوبر الماضي. وقدمت في مقالاتي انتقادا موثقا لموقف إدارة بايدن الداعمة عسكرياً وسياسياً بلا سقف وحدود، وتوفير الغطاء باستخدام الفيتو 4 مرات في مجلس الأمن برفض وقف الحرب. وتطور وتقدم الموقف الأمريكي من رفض وقف الحرب إلى الدفع كما يكرر الرئيس بايدن مؤخراً لوقف فوري للقتال لستة أسابيع في شهر رمضان لإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية والتوصل إلى صفقة تبادل الأسرى والرهائن. وبرغم بدء التباين بين الرئيس بايدن ونتنياهو لرفضه خفض التصعيد واستمرار استهداف المدنيين وعجزه عن تحقيق أي من أهدافه المعلنة منذ اليوم الأول لحرب الإبادة التي دخلت شهرها السادس ولم ينجح بالقضاء على حماس ولا بتحرير أي من الرهائن ولا في تحييد غزة لمنع تكرار 7 أكتوبر-مع استمرار بقاء المستوطنين أكثر من نصف مليون مستوطن خارج منازلهم في مستوطنات غلاف غزة ومستوطنات الشمال على حدود لبنان في أكبر عملية إجلاء للمستوطنين. إلا أن حدة الخلافات تصاعدت في الشهرين الماضيين بانتقادات علنية لنتنياهو. وصف بايدن القصف الإسرائيلي على غزة «بالعشوائي» ولاحقاً «تجاوز الحدود»-ورفض شن اجتياح على رفح ما لم يتوفر خطة لإجلاء النازحين المتكدسين في رفح على حدود مصر، وتكرار بايدن ووزرائه الحاجة لإدخال المزيد من المساعدات ووقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع. وحتى المطالبة بفتح معبر رفح بالضغط على نتنياهو والرئيس السيسي. واستقبال نائبة بايدن في واشنطن وزير مجلس الحرب غانتس رغم معارضة نتنياهو! ووصل الأمر بإسقاط إدارة بايدن من الجو مساعدات انسانية فوق قطاع غزة، ولكن ذلك ليس حلاً، خاصة مع سقوط بعض صناديق المساعدات في البحر وفوق مستوطنات وحتى فوق رؤوس المدنيين الجياع المنتظرين للمساعدات. ناهيك عن ارتكاب إسرائيل مجازر بإطلاق النار على الحشود الجائعة وقتل أكثر من 100 مدني واصابة 1000 آخرين. وما يعكس حالة الإحباط التي يعيشها الرئيس بايدن من عناد ورفض نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة التي تدفع أنصاره لانتقاد موقفه وخاصة الناخبين العرب والمسلمين وخاصة في الولايات المتأرجحة التي فاز بها على ترامب بفارق بسيط أدت لهزيمة ترامب وفوز بايدن في انتخابات رئاسة 2020، تتقدمها ولاية ميشيغان-التي صوت أكثر من 100 ألف يعادل 13.8% من الأصوات في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي قبل أسبوعين «غير ملتزم»-رافضين التصويت لبايدن احتجاجا على موقفه الرافض لوقف الحرب في غزة. كما رفضت قيادات الجالية العربية والمسلمة الاجتماع مع مستشاري بايدن، قبل دعم وإعلان بايدن وقف حرب إبادة إسرائيل على غزة! وللتدليل على الإحراج وانزعاج بايدن بسبب عناد ورفض نتنياهو السماح بفتح معبر رفح وإدخال مزيد من المساعدات براً عبر معبر رفح برغم تضور نصف سكان غزة من الجوع خاصة في شمالي القطاع، ووفاة 23 طفلاً من سوء التغذية والجفاف. ووصل الأمر ببايدن في محادثة مع أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين بعد نهاية خطاب «حالة الاتحاد» سُمع بايدن يقول مساء الخميس الماضي في ميكرفون مفتوح «علينا الاجتماع مع نتنياهو مع سيدنا عيسى»! رداً على سؤال ماذا عنى بذلك علّق على إسرائيل السماح بإدخال المزيد من المساعدات إلى غزة. بعد فقدان جميع المواد الضرورية للحياة من غذاء ودواء ومواد طبية، كما يرافق تلك المأساة فشل ضغوط بايدن وتوقعاته بالتوصل لوقف القتال! ما اضطر الرئيس بايدن إصدار تعليماته للجيش الأمريكي بإنشاء رصيف مؤقت في مرفأ غزة لاستقبال المساعدات الإنسانية وتوفير مليوني وجبة يوميا! لكن الجميع يعلم أن ذلك ليس حلاً! واعترف بايدن بصعوبة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار قبل بدء شهر رمضان كما كان يروج! والتوصل لصفقة تبادل المحتجزين وإدخال المساعدات. ورفض حماس صفقة تبادل للأسرى والمحتجزين ما لم يتم وقف كامل لإطلاق النار والانسحاب العسكري من قطاع غزة. وعلّق أبو عبيدة الجمعة:» نستقبل رمضان بالجهاد والرباط في زمن عز فيه الرجال». للأسف لا يبدو البعد الأخلاقي حرك ضمير بايدن ليغير موقفه وبدء ضغطه على نتنياهو. بل لتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، وخاصة لدى الناخبين العرب والمسلمين الأمريكيين وشباب الجامعات والناشطين الذين دأبوا على مقاطعة بايدن في المهرجانات الانتخابية. واليوم بعد خطاب حالة الاتحاد صار بايدن الرئيس والمرشح للرئاسة. وسيطوف ونائبته ووزراء وقيادات حزبه الولايات المتأرجحة للترويج لحملته الانتخابية لضمان فوزه في رئاسة ثانية لكن انحيازه وعجزه وفشله وقف حرب غزة سيبقى يلاحقه!