10 سبتمبر 2025
تسجيلالكون - بعد ساعات - ينتظر حدثا جللا، فجنان أبوابها تفتح، ونيران أبواها تغلق، وشياطين مصفدة عاجزة عن الإغواء كما كانت في غير رمضان، وحسنات مضاعفة لا حد لها، كل هذا لأجلك، (وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ ) (يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا). فيا من طالت غيبته، وعظمت مخاصمته، أما قربت أيام المصالحة؟ اليوم قد أقبلت أيام التجارة الرابحة، فيا سعد من اغتنمها!. شهر أيامه معدودة، فبادر قبل أن تنصرم دون أمل في تكرار اللقاء! فكم من مؤمل صيامه؛ خانه أمله فصار بين ظلمة القبر مقيدة فعاله، مقبورة أمانيه! وكم من مستقبل يومًا لا يستكمله، ومؤمل غدًا لا يدركه، ولو أبصرنا بصدق الأجل ومسيره؛ لأبغضنا الأمل وغروره! فيا أخي أما آن الرجوع، (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ) - قد أتاك رمضان وفي جوفه من العطايا ما لا مزيد عليه، وأنت من أحوج الناس إليه، فلا تكسل، وتذكر قول حبيبك: - «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه» - «إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وينادى مناد كل ليلة: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة». - «الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعةِ، ورمضانُ إلى رمضانَ، مكفِّرات ما بينهنَّ إذا اجتنبَت الكبائر». - وفيه ليلة خير من عمرك كله {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} من حرمها فقد حرم الخير كله. فالله الله في رمضان لا تضيع دقائقه، ولا تستكثر أيامه، ولا تتخذ من التسويف وسيلة لحرمانك، واعمد إلى خمس: 1- من لم يخطط للنجاح خطط للفشل، ومن لم يخطط لفاز وربح خطط لخاب وخسر، فابدأ شهرك بتخطيط لكل يوم، واجعل في نهاية كل يوم محاسبة دقيقة لما أنجزت وما أبقيت. 2- بين الفجر والشروق: حجة وعمرة فلا تبرح مصلاك حتى تبلغ مرادك(مَن صلى الفجرَ في جماعةٍ، ثم قَعَد يَذْكُرُ اللهَ حتى تَطْلُعَ الشمسُ، ثم صلى ركعتينِ، كانت له كأجرِ حَجَّةٍ وعُمْرَةٍ تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ) وبين الوقتين(الفجر والشروق) يمكنك ختم القرآن في شهرك مرتين، فهل بعد هذا من فضل. 3- عمرة رمضان تعدل حجة فاجتهد أن تنال هذا الخير، فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «عُمرة في رمضان تعدل حَجَّةً» ومن نوى بصدق فقد أخذ الأجر. 4- الصدقة معراج القلوب لعلام الغيوب، فاجعلها في كل يوم ولو قليلة، حتى لا يصعد عمل يوم إلا وكتبت فيه من المتصدقين، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يُكثر فيه مِن الصدقة والإحسان وتلاوة القرآن والصلاة والذكر والاعتكاف. 5- الدعاء عبادة جلية يحبها مولاك، وقد قال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فأكثر من الدعاء ومن قولك: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا. تقبل الله طاعتكم، وبالخير أسعدكم، وكل عام وأنتم إلى طاعة الله أقرب.