10 سبتمبر 2025
تسجيلإسرائيل تندفع بسرعة إلى نهايتها الحتمية، وسأقدم لك أدلة من الواقع، وسأركز على التحليل السياسى بالرغم من أننى أعتقد أن هناك الكثير من المفاجآت غير المتوقعة التى ستؤثر على مسار الأحداث، وستقلب الخطط الاستراتيجية التى أعدتها مراكز البحوث الغربية، ويتبناها صناع القرار فى أمريكا وأوروبا بهدف اعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط ؛ لضمان التفوق الاسرائيلى ؛ ولكى تتجاوز اسرائيل عقدها الثامن بأمان. من أهم العوامل التى تدفع اسرائيل نحو الانهيار ؛ أن سلطتها أغرقت العالم فى الأكاذيب والخرافات ؛ التى كشف زيفها العدوان الاسرائيلى على غزة، وكان من أهم تلك الخرافات أن جيشها هو الأكثر أخلاقية فى العالم، بينما توضح المشاهد الى تذيعها قنوات التليفزيون أن هذا الجيش يرتكب جرائم ضد الانسانية، ويدمر العمران، ويبيد الفلسطينيين بقسوة ووحشية، ويقتل النساء والأطفال، وتلك الجرائم تشكل صدمة لضمير الانسان، وتثير غضب الأحرار وكراهيتهم لهذه الجرائم. وفى الوقت نفسه يقوم الجيش الاسرائيلى باخفاء الحقائق عن خسائره، وعن قيامه بقتل أسراه فى غزة، وخداع شعبه وتضليله ونشر معلومات زائفة عن الانجازات التى يحققها ؛ مما أدى إلى استقالة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، وعدد من العاملين معه فى قسم المعلومات ؛ حيث شعر هؤلاء بأن الشعب سيحاسبهم على الكذب عليه، فهم يعلمون أن الجيش الاسرائيلى متورط فى غزة، ويتعرض للكثير من الخسائر، وعندما تظهر الحقائق ستتزايد نقمة الاسرائيليين وحنقهم وغضبهم على النتن ياهو، وكل من شارك فى حكومته. امتلك بعض الكتاب الجرأة ليعلنوا بعض الحقائق مثل عيدو ديسنتشيك رئيس التحرير السابق لجريدة معاريف الذى قال إن هزيمة 7 اكتوبر ستتفاقم بهزيمة أخرى فى نهاية القتال ؛ فالأهداف التى أعلنها النتن ياهو غير قابلة للتحقيق.. إنها وصفة لعدم النصر، وأضاف ديسنتشيك: إن قدرة حماس العسكرية تفوق كل ما تخيلناه، وكان تنفيذ هجوم 7 اكتوبر مثيرا للإعجاب، ولذلك فإن حماس لن تنهار. أما ديفيد هيرست فيرى أن شعار تفكيك حماس الذى رفعه النتن ياهو يمكن أن يتحول إلى تفكيك اسرائيل، وهذه الحقيقة أصبحت واضحة فى العالم، فحماس تمكنت من الصمود فى وجه قوة الجيش الاسرائيلي، وأسقطت خرافة أنه لا يقهر، حيث توضح الأحداث عدم قدرة الجنود الاسرائيليين على القتال وجها لوجه من المسافة صفر ؛ أما أبطال المقاومة الاسلامية فإنهم يجيدون هذا النوع من القتال المباشر الذى يعتمد على شجاعة الرجال وقوة العقيدة والايمان والارادة والعزيمة، وهم يمكن أن يصمدوا لفترات طويلة مهما كانت التضحيات. يضيف ديفيد هيرست عاملا آخر سيؤثر على مسار الأحداث هو أن العدوان الاسرائيلى على غزة يزيد اشتعال الغضب فى العالم العربي، فالكارثة الأخلاقية الناتجة عن هذا العدوان أدت إلى زيادة شعور العرب بالغضب والإذلال، ووفرت الشعبية للمقاومة الفلسطينية. هذا الغضب الذى يشير إليه ديفيد هيرست يمكن أن يشعل نار ثورات جديدة تهدد النظم العربية التى تقوم بحماية اسرائيل، وحصار غزة والمشاركة فى تجويع الفلسطينيين بهدف القضاء على حماس. ويمكن أن تكون تلك الثورات أهم العوامل التى تسهم فى سقوط اسرائيل، وعلى أمريكا أن تتذكر أنه لم يكن يتوقع أحد ثورات الربيع العربي، وكانت كل المناقشات تدور حول فتح المجال للشعوب للتعبير عن غضبها، والحصول على بعض المكاسب الديمقراطية، لكن تلك السلطات لم تستجب ؛ فقد أعماها غرور القوة. وهذه النظم العربية تستخدم الآن قوتها الغاشمة لتفكيك الحركات الاسلامية ؛ تماما كما يعمل النتن ياهو لتفكيك حماس، ومن الواضح أن غرور القوة سيكون أهم العوامل التى ستؤدى إلى تفكيك اسرائيل وأمريكا والنظام العالمى والنظم العربية. وعندما يصاب المغررون بقوتهم بعمى البصيرة ؛ لا يستطيعون قراءة التاريخ أو رؤية الحقائق ؛ فيندفعون فى طريق الدمار، ليشعلوا النيران فى أنفسهم.. والشعوب العربية تنتظر الشرارة التى يمكن أن تنطلق قريبا ؛ فلن تصبر الشعوب العربية طويلا على متابعة ابادة الفلسطينيين وتجويعهم ؛ خاصة فى رمضان الذى تتعلق فيه قلوب المسلمين بالله، ويعبد المؤمنون الله بانتظار نصره.