13 سبتمبر 2025
تسجيليعتبر برنامج "وطني الحبيب صباح الخير" من أنجح البرامج الاذاعية المرتبطة بوجدان كل مواطن ومقيم في هذا البلد، ولارتباطه العميق هذا جعل كل المتصلين والمشتكين يفضفضون بما في خواطرهم من مشكلاتهم الاجتماعية والأسرية من غير أي حاجب او حرج، مما جعل هذا الأمر من عوامل النجاح لهذا البرنامج الجماهيري. ورغم كل ما يتم عرضه من شكاوى، والتي يتعلق معظمها بالمصلحة العامة وليست المصلحة الشخصية، نجد أن درجة تجاوب الجهات المعنية لا ترقى للمستوى الذي وصل إليه هذا البرنامج في نفوس المواطنين، ولأهمية هذا البرنامج المحبب أضحى بما لا يدع مجالاً للشك أنه يحتاج لدعم وتشجيع من المستمعين ومساهمة مستمرة ومتواصلة منهم بإثرائه بالآراء والقضايا، لكن مع الابتعاد عن كل ما يمس شعور الناس وأحاسيسهم أو يسبب الإحراج لهم من قريب أو بعيد، لأن الهدف من البرنامج هو خدمة المصلحة العامة أولا وأخيرا، ولهذا فهو يحتاج لتجاوب الجهات المعنية ذات الاختصاص كلما طرحت قضية لمواطن اتصل بالبرنامج لإيجاد حل لمشكلته على وجه السرعة ودون مماطلة أو إبطاء من جهة أو مسؤول ما، ولكننا نجد ان هذا التجاوب ضعيف من معظم الجهات ذات الصلة بالمواطنين ومشكلاتهم. أسباب نجاح البرنامج نجح القائمون على البرنامج في استقطاب أعداد كبيرة من المتابعين له، لثلاثة أسباب، أولها أهمية المواضيع المطروحة في البرنامج، وثانيها وقت البرنامج المناسب للأكثرية من المواطنين، وثالثها طريقة تقديم البرنامج، واستيعاب التقديم للدور المنوط بالبرنامج، وهو استيعاب أدى إلى أداء متقن، يتحكم في مسار فقرات البرنامج بشكل ينسجم مع دوره الإصلاحي دون مبالغة أو تهويل، ودون تحيّز أو انفعال. وحيادية التقديم في مثل هذه البرامج هي سر نجاحها دون شك، ومن هنا نشيد بما يقوم به طاقم البرنامج، اعدادا وتقديما واخراجاً، وغيرها من مجهودات لإنجاحه بالتواصل مع المواطنين أصحاب الشكاوى والمسؤولين المعنيين بهذه الشكاوى، ونشيد بالقائمين على نقل البرنامج للبث من خلال الشاشة البلورية ليصل لأكبر فئة من المجتمع في أماكنهم بعد اندثار أجهزة المذياع في كثير من البيوت. كسرة أخيرة من هنا نناشد كل الجهات المعنية التجاوب مع هذا البرنامج والرد على مطالبات المواطنين بعد ان اصبح هو المنبر الحيوي لإيصال آراء المواطنين وطرحهم للمعوقات التي تواجههم في ممارسة حياتهم اليومية، والمفترض ان تنتهز هذه الجهات الفرصة لتقييم ادائها بالاستماع الى اراء المراجعين لمستوى خدماتها، وأن يكون هناك الزام لهذه الجهات بالاستماع وتسجيل هذه الملاحظات والآراء لتحسين أدائها وتطوير الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين، طالما ان المواطن اباح بكل ما في خاطره دون حرج او تحفظ فما الذي يمنع تلك الجهات من التجاوب، ومن هنا نشكر الجهات التي تسارع بالتجاوب مع هذا البرنامج وهي عديدة لا يسع المقال لذكرها، وساهمت في إنجاح هذا البرنامج الجماهيري الحي. الكاتبة والخبيرة التربوية [email protected]