17 سبتمبر 2025
تسجيلتواجه الأمة العربية تحديات مصيرية ومخاطر تهدد أمنها واستقرارها، وهذا يستدعي بلورة موقف عربي موحد إزاء كل ذلك، بما يعيد للأمة قوتها ووحدتها لتلعب دورها المطلوب كأمة ذات رسالة وحضارة تسهم في إرساء دائم للسلم والأمن الدوليين.يأتي اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، بمشاركة دولة قطر، والعنوان الأبرز لهذه المرحلة "صيانة الأمن العربي"، على ضوء ملفات تحتاج لتضافر الجهود لتسويتها من اليمن والعراق وسوريا وفلسطين، وإيران فضلا عن مكافحة الإرهاب والجماعات التي تغذيه، وضرورة خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، والاتفاق على رؤية مشتركة وموقف واحد، وتشكل القمة العربية المقبلة في شرم الشيخ 28و29 مارس الجاري فرصة لاتخاذ القرارات المناسبة .ووضع الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، الدول العربية أمام مسؤولية تتطلب موقفا جديا إذ إن اقتراحه بتكوين قوة عسكرية عربية مشتركة تنهض بمهمة حفظ الأمن وإرساء السلام وحماية المدنيين وتأمين عمليات الإغاثة، يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، ذلك أن الأمن القومي العربي مسؤولية جماعية، وهذه الآلية إذا ما أبصرت النور فمن شأنها أن تسهم في تعزيز الأمن وإرساء الاستقرار، خاصة أن استخدامها يكون وفقاً لأحكام ميثاق الجامعة والمعاهدات والاتفاقيات والقرارات العربية، وبما يتسق أيضاً مع أحكام ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها ذات الصلة وقواعد القانون الدولي، وبما يضمن الحفاظ على سيادة الدول الأعضاء واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، إلا في الحالات التي تتطلب ذلك وبناءً على موافقة الدولة أو الدول المعنية. إنشاء هذه القوة مطلوب بإلحاح أكثر من أي وقت مضى، في سبيل الحل العربي للأزمات وبما يمنع أي تدخل غير حميد من قوى طامعة أو تسعى للهيمنة.وفي السياق يمكن القول إن هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات التابعة للقمة العربية، لها أهميتها في متابعة تنفيذ القرارات التي تتعلق بقضايا مصيرية، كما أنها تمثل أيضا أداة فاعلة في تعزيز مسيرة العمل العربي المشترك، حيث تتطلع الشعوب العربية إلى قرارات تلبي طموحاتها وتحقق آمالها وأشواقها في الوحدة من المحيط إلى الخليج.