17 سبتمبر 2025

تسجيل

فضفضة مسرحية.. وما يحدث خلف الكواليس (3)

10 مارس 2015

لا شيء في هذه الدنيا يكون دون أن يُكتب له أن يكون، فهي هذه الحقيقة التي نعيش معها ومن خلالها، حتى سلمنا بها واعتمدناها في حياتنا وبشكل يومي ومع كل شيء نملكه، وبما أنه ما ينطبق على كل شيء كما ذكرت، فلاشك أن هذه الحقيقة ستمتد إلينا أيضاً حتى وإن كان الحديث عن (المسرح)، وكي أكون أكثر دقة حتى وإن كان الحديث عن مهرجان الدوحة المسرحي لعام 2015، الذي سبق لي وأن وعدت بأن يمتد الحديث عنه حتى حين (لاشك) سنبلغه متى قُدر له ذلك. يدرك من يتابع حركة المسرح وخط سير المهرجان أن موعده قد تأجل (لأسباب) لن أخوضها، ولكني سأقف عند أهم نتائج هذا التأجيل، وهو توفير مساحة زمنية كافية (من وجهة نظري) ستمنح الطاقات المُشاركة فرصة كافية؛ كي تنضج بأدائها وتقدم لنا وفي المقابل أعمالاً ناجحة سيتألق من خلالها المهرجان، الذي قد تتفاوت وتختلف فيه المدارس المسرحية المُشاركة إلا أنها ستتفق جميعها على تقديم الأعمال التي ستكشف عن المستوى الرفيع الذي بلغه المسرح القطري بعد أن قطع شوطاً هائلاً أثناء تسابقه مع أقرانه في العالم العربي، وهو ما نحتاج إليه ليس من باب إدراك ما نملكه (وهو ما ندركه تماماً)، ولكن من باب الكشف عنه، فالمسرح بطبيعة الحال يخضع للتجديد الذي يمتد إليه عن طريق العقليات الفذة التي تطمح إلى تطويره على الدوام، وتعمل جاهدة على تقديم كل الأعمال التي يفوح منها عبير الإبداع، كتلك التي شهد لها تاريخ المسرح القطري من قبل، وغيرها من تلك الأعمال المستقبلية التي سيشهد على نجاحها المستقبل بإذن الله تعالى.إن امتداد التحضيرات واتساع رقعتها قد فرضا على هذا العمود ضرورة الالتزام بوعده ألا وهو التحدث عن المهرجان المسرحي، وما يحدث في هذه الأيام هو أن هذا الامتداد للمدة الزمنية قد منح المُشاركين فرصة للتعمق أكثر، ودراسة الأعمال المُشاركة بل وتغطيتها من كل الجوانب على خير وجه سيُرضي جميع الأطراف المعنية، وإن تخلل ذلك بعض التوتر المطلوب في سبيل مضاعفة قوة الدفع؛ لإنتاج ما هو جدير بالاحترام، واكتساب ثقة الجمهور المتلقي، الذي سيكون على موعد مع الإبداع الحقيقي بإذن الله تعالى حين يكون المهرجان في موعده المتفق عليه.ما يحدث خلف الكواليس هذه الأيام هو ذاته ما كان يحدث من قبل، وسبق وأن تمت تغطيته، مع اختلاف شاسع في الأعمال المُشاركة، وطبيعة ما سيقدمه كل عمل منها، وهو ما لا يعني غياب (الجديد) الذي أجده حاضراً من خلال مشاركتي الأولى ولكن من جهة (المسرح) الذي جعلني أعيش العديد من اللحظات الجديدة علي، حيث ان التقدم بعمل مسرحي؛ للمشاركة به يُجبر الكاتب على ترقب اعتلاء شخوص العمل لخشبة المسرح واندماجها معها تلك الخشبة، التي ستقدم لنا وصلة جديدة من الحياة ستعمد إلى تسليط الضوء على جانب من جوانبها، بشكل مسرحي لا يختلف عن المسرح الكبير الذي نعتليه في واقعنا سوى في نقطة واحدة وهي أن الأدوار ستدور على الجميع؛ لنبدو كالمتلقين تارة وكالمرسلين تارة أخرى.وماذا بعد؟التحضيرات تسير على خير ما يرام وبخطوات تتميز بالثبات والحمدلله، وهو ما يتحكم به الحماس الذي يدفعنا؛ لتقديم أفضل ما لدينا، و(إلى أين ذهبت لمار؟) هي المسرحية التي نطمح من خلالها إلى الخروج بالمتلقي في رحلة إنسانية تعود بنا وبه بإنسانية أكبر حجماً، وأكثر كثافة، ويُسعدنا أن نتقدم بها في المهرجان؛ لنقدم تلك الرسالة التي يمكن أن ندرك نجاحها متى تمكنت من غرس ذاتها في ذاكرة المتلقي، الذي يُعد الهدف الأساسي وراء كل الأعمال الفنية التي تُنسب للمسرح. وأخيراً: أتمنى للجميع كل التوفيق، وليحصد كل من سيجتهد ما يستحقه، وحتى ألقاكم من جديد لكم مني أجمل تحية.