01 أكتوبر 2025

تسجيل

ثروة المجتمعات وقوتها

10 مارس 2013

الشباب هم الثروة الحقيقية لأي دولة، والدول المسيطرة التي تعد قوى عالمية في وقتنا الراهن تواجه مشاكل شيخوخة مجتمعاتها ونقصاً في عدد الشباب بنسبة كبيرة من بين الفئات العمرية المختلفة. كل الحضارات قامت على طموح الشباب وحيويته ونظرته للمستقبل بكل حزم وعزم، وما ترهل المجتمعات العربية، وعلى وجه الخصوص التي شهدت أحداث ثورات الربيع العربي (مثل تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا)، إلا لافتقاد الأنظمة التي كانت تحكم العنصر الشاب الذي يفكر بتفكير الشباب وينظر بنظرتهم، وإن كانت هناك عناصر شابة فإنها في الغالب مغلوبة على أمرها وتسير على حسب التوجهات المرسومة التي رسمها الكبار وأجبروا الجميع على اتباعها، ولهذا السبب فإن الأنظمة الملكية التي ينتقل فيها الحكم من الأب إلى الابن هي الأكثر استقراراً وتقدماً، لأن انتقال الحكم من جيل إلى الجيل الذي يليه يعد دعامة النجاح والتقدم نحو الأمام، لأن الجيل الذي يحكم يرى بعين الشريحة التي ينتمي إليها ويسعى لتحقيق آمالها. وفي قطر، على المستوى المؤسسي، لا يجد الشباب الدعم الكافي من قبل بعض الجهات والمؤسسات الحكومية التي يعملون فيها، وهناك جهات حكومية لا يستطيع الشاب الطموح أن يعمل أو يتقدم في جهة عمله حتى لو كان ناجحاً وله نهج قويم يشهد به الجميع، إلا إذا كان أحد أقربائه مسؤولاً عظيماً يملك مفاتيح إعطاء الصلاحيات لمن يريد، وإن كانت هذه الشريحة المسؤولة تعمل بقدر الإمكان على أن تساعد من لا يجدد أو يعمل على تطوير المكان الذي يعمل فيه، لأنه كلما ظل الحال على ما هو عليه، ظل المسؤول متشبثاً بمكانه الذي يديره بنهج بيروقراطي يضمن له البقاء، وظل منتسبو العمل يرجون منه الكثير ويتوسطون به في ما لا يحتاج إلى الوساطة، كنقل من قسم لآخر أو إدارة لأخرى، وبكل تأكيد لا يسمح بالوساطة التي من شأنها أن يحصل أحد الموظفين على دورة تطويرية في مجال تخصصه، أو أن يكمل دراسته، أو أن ينتقل إلى مكان يعمل على تطويره، لأنه سيشكل خطراً على مكانته واستمراره. الشباب هم الثروة الحقيقية، وأكثر الأمور إثارة للاستغراب عدم إعطائهم الاهتمام الذي يستحقونه، وليس أدل على ذلك النسبة الكبيرة من الشباب الملحقين بما يسمى بـ "البند المركزي" وهم في عمر العطاء ومرحلة الجد والبناء، فعلى الرغم من ذلك حوِّلوا إلى أجساد دون أرواح تنبض بالحياة، وإلى قلوب لا تضخ إلا التملل والضجر، وأنا على يقين أنه لو دُرست كل حالة على حدة لوجدوا أموراً تشيب لها الرؤوس، فمن مواطن حصل على شهادات عليا في أرقى الجامعات إلى "البند المركزي"، ومن شخص في قمة عطائه إلى "البند المركزي"، ومن موظفة في مرحلة حيويتها ونشاطها إلى "البند المركزي"، والكثير الكثير الذي لا يتسع المجال لذكره... وألقاكم إن شاء الله في مقالة العدد القادم تحت عنوان "دعم القيادات الشابة".