11 سبتمبر 2025

تسجيل

زلزال الملايين

10 فبراير 2023

في لحظة، تغير كل شيء، انهارت مبان وبيوت، اهتزت الأرض فاهتز ما عليها وقلوبنا معهم. لحظات عصيبة بالفعل، مجرد ثوان تساوي عمراً بأكمله. مجرد ثوان ويجب ان تترك كل شيء لتنقذ روحك انت وعائلتك. تترك كل شيء فلم يعد لأي شيء قيمة كما كان من قبل. لقد تصدر خبر زلزال سوريا وتركيا نشرات الاخبار العالمية، الذي نتجت عنه خسائر مادية وبشرية كبيرة، كارثة إنسانية بكل المقاييس، ومشاهد تدمي القلب ما بين موتى وعالقين انه زلزال الملايين. فجأة ودون سابق انذار يصحو العالم الرابعة فجرا على زلزال، انهار كل شيء حوله هكذا دون اذن أو انذار للخروج. تعتبر تركيا وسوريا من المناطق التي تقع تحت تأثير الزلازل، ويعتبر هذا الزلزال هو الأقوى منذ عام ١٩٣٩، بقوة ٧.٧ ريختر، وتوابع الزلزال وصلت الى ٧٩٠ هزة تقريبا، وقد قيل ان قوة الزلزال فاقت قوة قنبلة نووية. والجميع يعرف ان تركيا ومعها سوريا تقعان ضمن المناطق الأكثر تهديدا بالزلازل. وهكذا شهدت تلك المناطق لحظات مرعبة وتظهر مشاهد من تصوير السكان أصواتا خافتة تستنجد من تحت الأنقاض لإنقاذها من الموت، وإخراج أطفالهم والمسنين من تحت الأنقاض. ان الزلازل من السنن الكونية ويقول الدكتور مصطفى محمود - رحمه الله - في تفسيره لظاهرة الزلازل: حكمة الزلازل أنها نَفَس تتنفّس به الأرض فتخرج بعض الضغط في باطنها، ولولا ذلك لانفجرت كلها بمن عليها. ووفقا لتصريحات كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة فإن جميع انحاء المنطقة المتضررة في تركيا وشمال غرب سوريا تعرضت لضرر كبير في البنية التحتية المدنية والصحية العالمية الفورية وقد بدأت منظمة الصحة العالمية حملات مساعدة فورية للمناطق المنكوبة. ويبدو أن الأوضاع في تركيا أفضل حالاً نوعا ما من الأوضاع في غيرها. أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تعويض من فقد منزله وانه سيعيد بناء منازل جديدة لهم وايواء من فقد مسكنه في فنادق مخصصة لهم. اما سوريا فهي تعيش معاناة فوق المعاناة في ظل صعوبة وصول المساعدات للعائلات السورية ومعرضة لخطر التجمد حتى الموت. ومن أصعب المواقف التي نشهدها عبر ما يصلنا من لقطات خروج المفقودين من بين الأنقاض. وقالت فرق الدفاع المدني في شمالي سوريا إن عدد الضحايا مرشح للارتفاع، في ظل صعوبات في الوصول إلى بعض المناطق المنكوبة ونقص الإمكانات والمعدات الثقيلة وبرودة الطقس. ولا تزال فرق الإنقاذ تحاول الى اليوم العثور على ناجين تحت الأنقاض. وفي الوقت نفسه تجد الصحيفة صحيفة هزلية فرنسية "شارلي هبدو" الفرنسية تسخر من الضحايا وتنشر كاريكاتيرا يظهر عددا من المباني المدمرة بفعل الزلزال وتعليق "لا داعي لإرسال دبابات" وذلك يعبر عن اسلوب مهين للقيم الإنسانية إذا كان القصد الاستهزاء والشماتة. مئات الضحايا والعائلات تحت الأنقاض فالدمار كبير، والكثير منهم يبحث عن عمر جديد كتب لعائلته. ومما شهدناه تحت ظلال تلك المأساة قصص النجاة بأعجوبة، وقصص من تغيرت حياتهم للأبد بعد الزلزال، والصور المتداولة المستمدة من أحداث الزلزال كثيرة منها على سبيل المثال كثيرة المسن الذي كان يقبع تحت الأنقاض ولكنه يريد أن يتوضأ حتى لا تفوته الصلاة، والفتاة التي رفضت الخروج من تحت الأنقاض قبل ان تلبس الحجاب، والصغار الذين نجوا من الموت بعد ساعات طويلة قضوها تحت الأنقاض وغيرها من صور لآثار الدمار في الأخبار ووسائل التواصل الاجتماعي هي شديدة الألم وتدمي القلب أقل ما يمكننا فعله هو مد يد العون لهم. قلوبنا مع إخواننا في تركيا وسوريا، اللهم ادفع عنا الزلزال والمحن، اللهم ارحم الشهداء واشف المصابين، اللهم ارحم ضعفهم يا رب العالمين. كل هذا وبيني وبينكم... @Munaaljehani1