13 سبتمبر 2025

تسجيل

ابن وطنك.. كن معلماً

10 فبراير 2021

حددت وزارة التعليم والتعليم العالي رؤيتها في خطتها الإستراتيجية بتحقيق» الريادة في توفير فرص تعلم دائمة ومبتكرة ذات جودة عالية للمجتمع القطري»، وجاءت الرسالة متوافقة مع الرؤية وحددت رسالتها بتنظيم ودعم فرص تعلم ذات جودة عالية لكافة المراحل والمستويات، وذلك بهدف تنمية المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لأفراد المجتمع القطري، بما يناسب إمكاناتهم وقدراتهم وفق القيم والاحتياجات الوطنية، وجاءت القيّم كلها حول الابتكار والتميز والمشاركة والشفافية والمحاسبة، ولم تتطرق أي من هذه المحددات والمرتكزات للخطة محفزات لتأهيل وتحفيز واعداد كوادر وطنية لاستلام زمام المنظومة التعليمية في قطر أو العمل على انشاء مركز أو معهد لتأهيل المعلمين الوطنيين، هذه المهنة التي كانت في وقت من الأوقات هي مهنة لها قيمة وشرف وسط أفراد المجتمع كما هي في كل المجتمعات المتطورة. تأتي قلة التشجيع والتحفيز من أهم أسباب عزوف الشباب عن الإقبال على مهنة المعلم، رغم الحوافز المادية التي تخصص للمعلم ولكنها غير كافية، لأن هناك بعض المهن تضاهي هذا الحافز المالي وتعتبر أقل أداءً وأدنى مسؤولية، كما أن أكثر من 90% من طلبة كليات التربية من الإناث ويرى كثير من الشباب بأن مهنة التدريس شاقة وتحتاج إلى تركيز ومهارات، وبالتالي يتخوف العديد من الشباب الالتحاق بها، وهنا يفضل الكثير الأعمال الإدارية داخل الوزارات المختلفة أو الوظائف العسكرية باعتبارها أسهل وأقل مسؤولية، بالإضافة إلى بعض الاعتقادات الخاطئة لدى الكثير من الشباب بعدم وجود احترام للمعلم من قبل الطلبة ومكانته داخل الفصول، وكذلك إلى قصور الجهات المعنية في الارشاد الاكاديمي في المرحلة الثانوية لتوعيتهم وتشجيعهم وتحفيزهم على الاتجاه لدراسة التربية وغرس مفهوم قيمة المعلم في المجتمع، وأنها مهنة تربوية مرموقة في كثير من المجتمعات كما كانت في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي وفي أي تجمع تجد المعلم له مكانة مرموقة بين الحاضرين، لأن هذه المهنة تتميز عن غيرها بان من يعمل فيها يكتسب ثقافة عامة قل أن تجدها عند غيره ويشار له بالبنان في مجتمعه المحلي، وتكون هذه الصفة دائمة معه حتى بعد تركه هذه المهنة، ويلجأ اليه الكثير لأخذ رأيه ومشورته في كثير من مناحي الحياة، كما عظم مكانته الشاعر أحمد شوقي في بيت الشعر المشهور (قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا). من السهل جدا على الجهات المعنية التعاقد مع معلمين من الخارج وجلبهم لممارسة مهنة التعليم، إلا أنه من المهم جذب الشباب القطري إلى سلك التعليم، وخاصة ان قطر تشهد تنمية وتطورا في جميع المجالات، وأصبح المجتمع القطري في حاجة ماسة إلى الاعتماد على سواعد أبنائه، ووجود مدرسين قطريين هي ضرورة ملحة لبناء الوطن، بالإضافة إلى أن هذا الهدف من ضمن الأولويات الإستراتيجية الوطنية للدولة، للمساهمة في نهضة بلدهم، وقطر تنتظر الكثير من أبنائها، وعلى الجهات المعنية العمل بقدر الإمكان على تشجيع وتحفيز الشباب القطري للاقبال على مهنة التعليم وتحفيز طلبة كليات التربية ورفع الحوافز المادية المخصصة لطلاب التربية. ◄ كسرة أخيرة في آخر إحصائية تعليمية متاحة على موقع وزارة التعليم والتعليم للعام 2017 – 2018، جاءت صادمة ومؤشرا على أن تحفيز وتشجيع الشباب القطري لمهنة التدريس تكاد تكون ضعيفة إن لم تكن معدومة، ونحن في ثمانينيات القرن الماضي عند عملنا في هذه المهنة كنا نستمتع بممارستنا لهذه المهنة رغم أنها كانت مهنة شاقة جدا مقارنة مع باقي المهن في ظل عدم وجود الأدوات التعليمية السهلة التي تتطلب منا بذل مجهودات مضاعفة في توصيل المادة للطلاب وبمجهوداتنا الذاتية المتاحة، وكان المعلم يؤدي عدة وظائف بالإضافة إلى مهنة التدريس، والآن أصبحت واجبات المهنة سهلة بوجود الوسائل التعليمية الحديثة وقلة التحضير للمادة أكثر من ذي قبل، وجاءت الاحصائية التعليمية بأن عدد القطريين الذكور المعلمين بلغ 225 معلما ومنسقا، وعدد المعلمات من الإناث بلغ 3729 معلمة ومنسقة، وهذه النسبة تعتبر قليلة جدا مقارنة بعدد الطلاب في المدارس بالدولة الذي يقترب من 400 ألف طالب وطالبة، اي بمعدل معلم قطري لكل مائة طالب، ومن هنا أشجع شبابنا على أن مهنة التدريس تخلق الشخصية المرموقة في المجتمع، وقطر تحتاج إلى سواعدكم لاكمال عملية البناء والتعليم وتأهيل القدرات البشرية التي تعتبر من أهم مقومات البناء، وابن وطنك، وكن معلماً. ● الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]