11 سبتمبر 2025
تسجيلرأيتها بتلك العيون الدامعة، والوجه الحزين، والملامح التائهة.. جاءت تستغيث من ظلم ذلك الزوج الذى صبرت معه وأنجبت له الأطفال، وتحملت معه قسوة الحياة والغربة وكل أنواع المعاناة.. املاً بأن يأتى يوم يعرف فيه حقها وحق أولئك الأطفال الأبرياء الذين كان يكيل لهم الضرب والشتائم دون ذنب اقترفوه، وكانوا يرون كيف تعانى أمهم من هذا الزوج الذى لا يعرف الرحمة.. لكنها كانت مرغمة على تحمل هذا العذاب لأنها لا تملك سبل الحياة اذا اختارت الطلاق.. ولا تستطيع أن تصطحب أطفالها معها لبيت عائلتها لفقرهم الشديد، ولضيق منزلهم، ولأنهم كانوا فى كل مرة تحاول فيها الفرار من جمر محنتها يقولون لها اننا لانستطيع ان نربى أبناءك فى ظروفنا القاسية هذه، فاذا أردت العودة لهذا المنزل فعليك أن تعودى وحدك كما خرجت منه يوما من الأيام وحدك فقط. وفى أحد الأيام ازداد غضبه وانفجر حين وصوله للمنزل وبدأ يضرب زوجته وأبناءه حتى كاد يقتل أحدهم.. حينها قررت ودون تراجع أن ترحل الى المجهول.. أخذت أطفالها وخرجت مسرعة لجأت لصديقة لها، فاصطحبتها لجهة مسؤولة عن النساء المعنفات، وهناك مضت فى اجراءات الطلاق، مرت أشهر قليلة فكان ما أرادت وبعدها شاءت الأقدار أن يراها أحد أصحاب الشركات المجاورة للدار امرأة متدينة خلوقة منقبة، تسير بكل حشمة ووقار، فتبعها وسأل عنها حتى عرف قصتها، فسارع ليخطبها لكنها كانت مصرة على أن تجد عملاً لتربى أطفالها، فعرض عليها أن تمنحه هذا الأجر ليربيهم ويعوضهم قسوة الأب، فترددت لكنها لم تجد سبيلاً آخر.. فتزوجته وانتقلت الى بيته الكبير هى وأطفالها، وما هى الا أشهر قليلة حتى رأيتها وكأنها امرأة أخرى.. قد غيرت السعادة قسمات وجهها.. والابتسامة لا تفارق وجهها.. فتقسم لى بأن طيبة هذا الرجل وعطفه عليها وعلى أطفالها قد أنساهم ما عانوه مع ذ لك الأب القاسي.. حمدت الله تعالى على ان عوضها وعجبت حين عرفت أن زوجها السابق قد أضحى سجينا نتيجة لجريمة اقترفها.. فعرفت حينها حقا أنها عدالة الله فى أرضه. ومضة: يقول الشاعر الكبير حسين حرفوش.. يا سيدى يكفي!!! ياسَـيِّدِي..أَوَ قُـلْـتَـهَا؟! طالقةٌ.. طالقةٌ............ طالقةْ يا سيِّدى أنا بها مسرورةٌ... يا سيدى أنا لك......مُـصَـفِّــقَـةْ... يا سَـيِّـدِى يكفى بــِأَنـِّى عشتُ هذا العمرَ بين يديك مثل الورقةْ كم مرةً طويْـتَـها...كم مرة نشرتـَها... كم مرة مزقـتَـها... أحرقتها ورغم ذا تستقبلُ الغُـثـَاءَ منكَ مسلوبةَ الارادةِ.... منزوعةَ الثـِّـقَـةْ..... يا سيدى يكفي فان غرامَكَ ما عاد يستثيرني ماعاد يستفزنى لعالم الاثارة المنطلقةْ يا سيدى يكفى مللتُ عيونك المحترقة ْ ووجنتى ملت شفاهك المنطبقةْ أنفاسك تلسعني.... كشمس صيف محرقةْ وصوتك الأجش فى مسامعي كالوخز يضنيني ولمسة الكفين تؤذيني كضرب المطرقةْ ما دمت أنت قُـلْـتَـها.... أنا قد كَسَرْتُ الحلقةْ ما العيبُ انْ صرتُ غداً مُـطَـلَّـقَـةْ غداً أنا فراشةٌ.. كسرتْ جدار الشَّرنقةْ قَطَعَتْ حِـبالَ المشنقة ْ وفى المدى ألقت جناحَـيْـها...... غَدَتْ مـُحَـلِّـقَـةْ تـَــوَدُّ أنْ تلقَى غدًا خلفَ الغُيُومِ بُلْبُلاً..... يَـهْوَى الحقائِقَ مُـطْـلـَقَـة يـَحْمِلُـها.... برقةٍ..... فى رقةٍ.... الى حدائق بابلَ المُـعَـلَّـقَـةْ