12 سبتمبر 2025
تسجيلحاولت أن أخرج قليلا عن الكتابة عما يحدث لأهلنا في غزة ولكن غلبتني الحيلة في أن أكتب عن موضوع بعيد عن الأحداث التي تهمنا كمسلمين وعرب واجب علينا ان نساندهم وندعمهم لأنها قضيتنا الأولى، وبعد أن نشرت عدة مقالات بلغت اكثر من عشرة مقالات منذ بداية اندلاع هذه الحرب اللعينة على أهلنا في غزة آثرت هذه المرة أن أكتب مقالاً يختلف عن تلك المقالات، وسنعود بالتأكيد للكتابة عن أهل غزة ونتمنى ان يكون مقالنا القادم إيذانا بانتصار الحق على الباطل ونصراً مؤزراً لأبطال المقاومة، لأن الله كتب النصر والغلبة لأهل الحق من أولـيـائــه الصالحين والمـصلحين، وكتب المهانة والذلة على أعدائه من الكافرين والمنافقين، وهذه سـنـــة لا تـتـخـلـف إلا إذا تخلفت أسبابها، حيث يسلط الله أعداءه الكفرة على عباده المؤمنين اختبارا لهم، وما النصر الا من عنده سبحانه وتعالى، (فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) [فاطر: 43]. *كن إيجابيا يحكى أن فأراً حكيماً كان يتعلم من كل شيء حوله في الغابة ويعرف الكثير، وفي يوم من الأيام اجتمعت الغابة وأراد الفأر أن يعلم أصدقاءه درسا، فقال للأسد في ثقة: اسمح لي أيها الأسد أن أتكلم وأعطني الأمان، فقال الأسد: تكلم أيها الفأر الشجاع، قال الفأر: أنا أستطيع ان أقتلك في غضون شهر، ضحك الأسد في استهزاء وقال أنت أيها الفأر!، فقال الفأر: نعم.. فقط أمهلني شهرا، فقال الأسد: موافق، ولكن بعد الشهر سوف أقـتلك إن لم تقتلني، مرت الأيام، الأسبوع الأول ضحك الأسد لكنه كان يرى في بعض الأحلام أن الفأر يقتله فعلاً، ولكنه لم يبال بالموضوع، الأسبوع الثاني والخوف يتغلغل إلى صدر الأسد، الأسبوع الثالث كان الخوف فعلاً في صدر الأسد ويحدث نفسه ماذا لو كان كلام الفأر صحيحا، الأسبوع الرابع كان الأسد مرعوباً وفي اليوم المرتقب دخلت الحيوانات مع الفأر على الأسد، وكم كانت المفاجأة كبيرة لما رأوا الأسد جثة هامدة، لقد علم الفأر أن انتظار المصائب هو أقسى شيء على النفس. *شخصيتك هي الأسد هل تعلم من هو الأسد؟ هو شخصيتك التي من المفترض أن تكون قوية جدا بإيمانها والفأر هو قلقك وخوفك، كم مرة قد انتظرت شيئا ليحدث ولم يحدث! وكم مصيبة نتوقعها ولا تحدث بالمستوى الذي توقعناه، لذلك من اليوم لننطلق في الحياة ولا ننتظر المصائب لأننا نعلم أنها ابتلاء وسوف تحل عاجلا أم آجلا، وسوف تمر الحياة، والفشل والمصائب ما هي إلا نعمة يغفل عنها الكثيرون، فلا تشغل نفسك بالمصائب القادمة وركز في يومك الحالي وكن إيجابيا، وابدأ حياتك بدون قلق، ما نراه اليوم في واقعنا المعاصر من الضغوط الشديدة والحرب الشرسة من أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى والمنافقين والمفسدين، وما يكيدون به لهذا الدين وأهله من المكر والتشويه والابتلاء، مما أدى ويؤدي إلى ظهور حالات اليأس والإحباط من تغير الحال، أو الشعور بالهزيمة النفسية والهوان والاستكانة، فكان لابد من التذكير بهذه السنة العظيمة التي تقوي اليقين بوعد الله سبحانه، والثقة بنصره، والاطمئنان إلى قضائه وتدبيره، وأنه سبحانه الحكيم العليم فيما يقضي ويقدر، ولابد أن يأتي الخير بعد الشر عندما يأذن الله سبحانه في ذلك وفق علمه الشامل، وحكمته البالغة، وسننه التي لا تتبدل ولا تتحول. *كسرة أخيرة كثـرة المشكلات والمصائب في زماننا هذا، سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات، التي أدت إلـى ظهور كثير من الأمراض النفسية المعقدة: كالقلق، والاكتئاب، والفصام.. وغيرها، حـتـى أصـبـحـت سمة لواقعنا المعاصر، ومعرفة الله سبحانه بربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته التي تزرع في القلب الاطمئنان والرضا، وتفويض الأمور إليه سبحانه، وحسن الظن به عز وجل، وفي الحديث القدسي عن الله عز وجل قال: «أنا عند ظن عبدي بي إن كان خيراً فخير وإن كان شراً فشر» وأن اختيار الله لعبده أحسن من اختيار العبد لنفسه، ولو ظهر ما يكرهه العبد ويؤذيه: إن في فـهم قوله تعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَراً لَّكُم) [النور: 11] أحسن علاج لهذه الأمراض وغيرها.