التضامن مع باكستان

جاءت مشاركة دولة قطر في المؤتمر الدولي المعني بباكستان قادرة على التكيف مع آثار تغير المناخ، الذي عقد في جنيف، والإعلان عن تقديمها دعما بإجمالي 25 مليون دولار أمريكي لجمهورية باكستان الإسلامية الشقيقة، في إطار تضامنها الكامل مع حكومة وشعب باكستان، وانطلاقا من التزامها الراسخ بروح التعاون والتضامن الدوليين ودورهما المهم في التخفيف من أعباء الأزمات. لقد كانت دولة قطر، وبتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من بين أوائل المبادرين لتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة لدعم المتضررين من الفيضانات، حيث قدم صندوق قطر للتنمية الدفعة الأولى من مساعدات الإغاثة العاجلة للمتضررين من الفيضانات، كما انطلقت في شهر سبتمبر الماضي أولى رحلات الجسر الجوي الذي خصصته دولة قطر لدعم جمهورية باكستان لمواجهة الفيضانات، والمجهز بآليات متخصصة بعمليات البحث والإنقاذ، إلى جانب فريق طبي بمعدات طبية متكاملة. ظلت دولة قطر تؤكد في كل المحافل على الساحتين الإقليمية والعالمية، أهمية التعاون والتضامن الدوليين، وضرورة العمل المشترك للتصدي للتحديات التي تواجه العالم وفي مقدمتها ظاهرة تغير المناخ التي تتصدر الأولوية على رأس جدول الأعمال العالمي، باعتبارها تشكل تهديدا وجوديا للعالم، وهو التهديد الذي ظهر من خلال العديد من الكوارث المناخية وتأثيرها الكبير على مئات الملايين من البشر حول العالم، ومن بينها كارثة الفيضانات والسيول المأساوية والمدمرة في جمهورية باكستان الإسلامية الشقيق، وما نجم عنها من خسائر فادحة في الأرواح، ودمار واسع وتشريد للسكان. إن دولة قطر التي تولي جانبا كبيرا من اهتماماتها للشراكة والتعاون الدولي، لن تدخر جهدا في الوقوف والتضامن الكامل مع باكستان، حكومة وشعبا، والمواصلة في دعم الجهود المبذولة للتعافي والتخفيف من وطأة هذه الكارثة غير المسبوقة، وذلك إدراكا منها لأهمية التعاون المتعدد الأطراف، والالتزام بالقيم المستندة إلى مبادئ التكاتف والشراكة.