24 سبتمبر 2025

تسجيل

حماية الأقصى والمقدسات في فلسطين

10 يناير 2022

لا يكاد يمر يوم دون أخبار عن اقتحامات المستوطنين المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، ففي كل يوم يدنس عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها أمس حيث اقتحم عشرات المستوطنين وطلاب المعاهد التوراتية الأقصى، من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، وأدوا طقوساً "تلمودية" في المنطقة الشرقية منه. هذا العدوان المتواصل على المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين، هو جزء لا يتجزأ من مخططات دولة الاحتلال بهدف تكريس تقسيمه الزماني، ريثما يتم تقسيمه مكانياً، وهو عدوان يندرج ضمن استهداف المقدسات المسيحية والإسلامية في القدس، وفي مقدمتها الأقصى المبارك، في إطار الحملة الشرسة التي تتعرض لها المدينة المقدسة تشمل جميع مناحي الحياة الفلسطينية فيها، وصولاً لاستكمال حلقات عزلها تماماً عن محيطها الفلسطيني، وربطها بالعمق الإسرائيلي. إن أسوأ ما تفعله الأمة الإسلامية والعربية والفلسطينيون أنفسهم، هو الركون إلى حالة أشبه بالتطبيع مع مثل هذه الاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية وغيرها من إجراءات الاحتلال التهويدية والنظر إليها باعتبارها أمورا اعتيادية ومألوفة، بدلاً من الوقوف بحزم في مواجهتها والتصدي لها بكل الوسائل، وخصوصا التنبيه للمخاطر الحقيقية للمساس بالمقدسات والتي تنذر بتفجير الأوضاع وإشعال النار في المنطقة. إن توفير الحماية للمسجد الأقصى المبارك ولكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، والحفاظ على الوضع القائم في الأماكن المقدسة كافة، وإلزام إسرائيل، دولة الاحتلال، باحترام مسؤولياتها، هو واجب المجتمع الدولي وجزء من دوره في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. ولعل، من نافلة القول، أن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق الدول العربية والإسلامية والمنظمات التي تمثلها سواء كانت الجامعة العربية أو منظمة التعاون الإسلامي، للتحرك بجدية أكبر لدعم الموقف الفلسطيني، وتشكيل جبهة موحدة للضغط بشكل أقوى لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.