18 سبتمبر 2025
تسجيلفي عصر تتصدر فيه برامج التواصل الاجتماعي وتحتل حيزاً كبيراً من اهتماماتنا فإن تأثر البعض خاصة الفئة المراهقة أصبح واضحاً، والبعض أصبح مهووساً بتفاصيل حياة المشاهير ونجوم التواصل الاجتماعي، أو تلك الشخصيات العادية والتي فجأة أصبحت لامعة، وأغلب المشاهير لا يبالون لتنوع ثقافة المتابعين وتباين أعمارهم فلذلك يقدمون محتوى يناسبهم، ويعرضون حياتهم بأدق تفاصيلها غير مكترثين بمن يتأثر بهم أم لا، في الوقت نفسه يتأثر بعض المتابعين بشكل مباشر وسريع وقد يصل لحالات مرضية تُدخله في صراع مع نفسه ومبادئه وإمكانياته ومجتمعه، وهنا تكمن الكارثة التي قد يكون سببها نجوم برامج التواصل الاجتماعي والاستخدام غير المسؤول لها. بعض مستخدمي التواصل الاجتماعي يعرضون يومياتهم وتفاصيل رحلاتهم وممتلكاتهم الفارهة وسفراتهم المتعددة والأماكن والمقاهي التي يترددون عليها، والمتاجر الغالية التي يشترون منها ملابسهم ويكملون أناقتهم، وقد يقومون بذلك مجاناً من باب عرض اليوميات أو مدفوعة الأجر، فالبعض قد لا يحب الماركة الفلانية ولا العطر الفلاني ولكنه يروج عنه من أجل الإعلان، ويتهافت متابعوه لشرائه أو اقتنائه دون تفكير في ذوقهم أو مدى مناسبته لهم أم لا وبعضهم قد ينصدم من ردائه المنتج أو أكل المطعم وغيره، والبعض قد يتأثر بسيارة أحد النجوم ويضع على نفسه ديون لا تحصى فقط من أجل التقليد والتباهي بأنه اشترى نفس المشهور الذي قد يكون حصل على السيارة هدية! البعض يذهب لمطعم فيطلب كل المنيو وقد لا يأكل نصف الكمية فقط تقليد لأحدهم، تأثّر بعض المتابعين بالمشاهير فيلجؤون لعمليات التجميل والتقليعات الغريبة التي يقومون بها فيعرضون أنفسهم وصحتهم للخطر، أسلوب الكلام وتصنع نبرة الصوت واتباع سلوكيات دخيلة على عاداتنا من الجنسين كلها نتاج لتأثرهم بنجوم التواصل الاجتماعي ومحاولة تقليدهم، والمشكلة أن أكثر المتأثرين هم المراهقون ويعتقدون أن حياة هؤلاء النجوم مغرية ومثيرة ويتمنون أن تكون حياتهم مثلهم وللأسف أن الكثير يجهل أن بعض النجوم يمثلون ويتصنعون ما يظهرونه في التواصل الاجتماعي وحياتهم الطبيعية مختلفة تماماً، فبعضهم يتبنى أفكاراً ويروج لمبادئ لا يعتنقها ولا يطبقها في حياته وذلك ليزيد من عدد متابعيه أو ليشتهر وتصدمك أفكاره وتصرفاته لو قابلته شخصياً!. نعرض أنفسنا لضغط نفسي إذا ما قارنا حياتنا مع الآخرين وحاولنا تقليدهم في أسلوب حياتهم وسفراتهم وذوقهم، فظروفهم تختلف عن ظروفنا، كما أن إمكانياتنا متفاوتة ولا يوجد ما يجبرنا على تقليد الغير أو الاقتداء بهم، ويجب أن تكون تصرفاتنا نابعة من ثقة في قدراتنا وقناعة باحتياجاتها لا تقليدا للآخرين أو غيرة منهم ولا خوفاً من كلام الناس!. * لا مشكلة من متابعة المشاهير في التواصل الاجتماعي والتعرف على تفاصيل حياتهم، ولا مانع من الاستفادة من المواد التي يعرضونها إن كان لها قيمة، ولكن الخطأ التأثر بهم دون تفكير وتقليدهم دون قناعة!. [email protected] @amalabdulmalik