18 سبتمبر 2025
تسجيلالهجوم الإجرامي الذي تعرض له مقر صحيفة "شارلي إيبدو"، وحادثي إطلاق النار في مونروج جنوب باريس واحتجاز الرهائن في المتجر اليهودي، ربما هو مناسبة جديدة لإظهار التضامن بين الشعوب والدول في كل أنحاء الدنيا، ضد العنف والإرهاب مهما كانت أسبابه ودوافعه.لقد أظهر هذا الهجوم مدى التعاطف الإنساني حول العالم مع ضحايا مثل هذه الأفعال الإجرامية، حيث هبَّ الناس دولا وشعوبا ومنظمات بشكل موحد لإدانة العنف والتأكيد على الوقوف معا في وجه الإرهاب وتقديم التعازي والمواساة للحكومة الفرنسية ولأسر ضحايا هذه الجريمة النكراء.كان موقفا حكيما ذلك الذي أبداه فخامة الرئيس فرنسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية، وهو موقف يستحق التحية والتقدير، حين بدا واضحا، مثلما فعل كثيرون، في التمييز بين مرتكبي هذه الجريمة النكراء وبين الإسلام والمسلمين.بالأمس أجرى حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى اتصالا هاتفيا بفخامة الرئيس فرنسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية، للتأكيد على موقف دولة قطر الثابت من العنف والإرهاب وتضامنها مع الشعب الفرنسي وقيادته ضد هذه الجريمة التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في الجمهورية الفرنسية الصديقة.الآن، وبعد أن وضعت السلطات الفرنسية حدا لهذا الإرهاب ونجحت في قتل منفذي الاعتداء على صحيفة "شارلي ايبدو" ومحتجز الرهائن في المتجر اليهودي، فإن العالم مطالب بتحويل هذا التضامن العالمي إلى أفعال على الأرض، من شأنها تعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على جذور الإرهاب الذي بات يشكل هاجسا دوليا. إن التصدي لآفة الإرهاب الذي أصبحت تغذيه النزاعات في عدد من الدول، ينبغي أن يبدأ بالعمل على معالجة الأسباب الحقيقية، وفي مقدمتها، وبعد التأكيد على أن الإرهاب والعنف لا دين له، التحرك بشكل فوري لحل الملفات الساخنة في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتحديات الماثلة في سوريا والعراق واليمن.