11 سبتمبر 2025
تسجيلكم أتألم حين تصلني رسالة من إحدى الأخوات القارئات وهي تئن وتشتكي من إنحراف سلوك أحد أبنائها أو جميعهم، أو تغير أخلاقهم، أو انتكاسهم وتدهور مستواهم الدراسي، أو غير ذلك من الدمار الذي قد يصيب الأطفال بسبب التعرض للإيذاء الجسدي أو النفسي من قبل الخادمات في المنازل. موضوع قصة لطالما شاهدناها وسمعناها تتردد بأحداث مختلفة، وأبطال مختلفين، ولكن بنتائج متشابهة وهي أطفال غير أسوياء قد تعرضوا للأذى الذي سيجعل منهم أفراداً يعانون في مراحل أعمارهم القادمة، وكل ذلك بسبب الأم أو الأب الذين كانوا من المفترض أن يشكلوا الأمان والحماية لأطفالهم، ولكن تفريطهم بهذه الأمانة، وغياب أعينهم عن مراقبة أبنائهم، وتقاعسهم في رعايتهم، فتح الباب على مصراعيه أمام بعض الخادمات الفاسدات اللواتي حضرن من بيئات مختلفة وبأديان وأخلاق متباينة. إن غياب عامل الرقابة من قبل الأم يجعل للخادمة البيئة الملائمة من أجل أن تطبع أصابعها على صفحات شخصية الطفل وتكوينه وأخلاقياته وسلوكه مدى الحياة، فحين يتراجع دور الأم فالبضرورة لابد أن تتقدم الخادمة بنفس القدر من هذا التراجع لتشغل هذا الحيز في البيت والأطفال وربما عند رب الأسرة على حد سواء. لقد سجلت الأيام والسنوات قصصاً مفجعة لخادمات غاب عنهن الوازع الديني، والأخلاقي، وسيطرت عليهن روح الأذى والانتقام والشر، فلعلنا سمعنا عن الخادمة التي أحرقت فتاة صغيرة لم تستطع حتى الدفاع عن نفسها، وأولئك الخادمات اللواتي قتلن أطفالاً في عمر الزهور لم يكن لهم ذنب إلا أنهم كانوا أبناءً لأناس ربما قسوا يوماً أو عاقبوا أو حرموا خادمتهم فقررت الانتقام منهم بقتل أطفالهم، وربما لم يقمن بذلك وإنما انعدام الدين والأخلاق كان هو الدافع وراء تلك الجرائم البشعة في حق الأطفال الأبرياء. وكم ضاع أطفال أبرياء بسبب الاعتداء اللاأخلاقي على طفولتهم، وسلبهم براءتهم ونقاءهم، وهم غير مدركين لما يتعرضون له في حضن الخادمة من تصرفات منحرفة حكمت عليهم بالحياة غير السوية، وألزمتهم بدفع فواتير تقصير الأهل الذين لم يعرفوا معنى الأمانة، ومعنى أن ينعم الله تعالى عليهم بنعمة الأطفال التي حرم منها غيرهم. ولتعي كل أم أن الله تعالى سائلها عن أطفالها،فلتراقب أطفالها وترعاهم قبل أن تجني على نفسها فتضيع أبناءها وتضيع معهم.