16 سبتمبر 2025
تسجيلقال تعالى في محكم تنزيله (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ....) "6". سورة إبراهيم. الله سبحانه وتعالى خالقنا والمتفضل علينا بالنّعم والمغدق علينا بالعطايا والمنن، لذا وجب على العباد الشكر والثناء له على عظيم منّه وكرمه وفضله عليهم، والشكر والثناء على الله تعالى حق له على عباده وليس تفضلا أو أدباً منهم بل واجب لله عليهم، أصابت اللجنة المنظمة لاحتفالات اليوم الوطني كعادتها عندما اختارت شعار (نحمدك يا ذا العرش) هذا العام، لأن الحمد يأتي في كل حال عند النعم وعند زوال النعم والنوائب، وبلدنا الحبيبة مرت بالاثنين معاً إذ أنعم الله علينا بفضله وكرمه بالعيش الرغيد وبولاة مَن الله عليهم بالحكمة والحنكة في إدارة أمور بلادنا، وكذلك امتحننا الله وأصابنا بزفرات من نوائب الدهر خلال السنوات الماضية خاصة هذا العام الذي استهل طلته علينا بوباء كبلنا في بيوتنا وغيّر فينا كثيرا من أساليب حياتنا اليومية وأفقدنا أعزاء وأقارب لنا، ولكننا كنا مؤمنين بقضائه وقدره وحمدنا الله على حالنا فزادنا الله نعمة. شعارنا تجسيد للوطنية رسمنا نحن القطريّين منحنيات ملامحنا منذ التأسيس إلى الآن، منذ معركة دامسة، ومروراً بوقائع مثل الحزم وخنّور والوجبة وكساد اللّؤلؤ، وغيرها من النوائب والمنحنيات، وكان سلاحنا الأوّل في كلّ تلك الملاحم هو إيماننا باللّه عزّ وجلّ، فكان أجدادنا كل ما واجهوا هذه الصعاب حمدوا الله على ما منحهم إيّاه من العزم والنصر، كما حمدوه على ما أنعم به عليهم من الصبر عند الابتلاء واشتداد الأزمات، ومن هنا رسخُّوا للجيل الحالي مبادئ وخُطى سرت وتعمقت فينا، وحملها حكامنا وقادتنا وسطروها في شعارات أيامنا الوطنية التي نحتفل بها كل عام والتي كانت ولا زالت مستمدة من أقوال مؤسس دولتنا الحبيبة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني - رحمه الله-، فكانت نبراساً ينير لنا طريق المجد والعزة، فأحيت في نفوسنا روح الوطنية والولاء الذي استعصى على الأعداء وتجاوز بنا المحن التي واجهتنا في عصرنا الحالي. نسأل الله أن يجعلنا من القليل عنده كل الآيات القرآنية التي تحدثت عن المتقين والشاكرين والحامدين كان الله يصفهم بأنهم القليل من عباده (قليل ما هم)، (ما آمن معه إلا قليل)، (أولئك المقربون، قلة من الآخرين وكثير من الآخرون)، (وقليل من عبادي الشكور)، ووصف الله تعالى الآخرين بأكثر الناس (لا يعلمون)، (لا يؤمنون)، (لا يعقلون)، (لا يشكرون)، نحن فخورون كقطريين بأن قيادتنا دائمة تلهمنا بأجمل وأبهى المعاني السامية التي تزيدنا لُحمة حول قيادتنا الرشيدة التي حققت لوطننا الغالي أكبر الإنجازات، وهيأت للكوادر الوطنية ان تمسك بزمام أمور حياتها، ورسخت فينا ثقافة الاعتماد على الذات وحولت نوائبنا الى فوائد عادت علينا بالخير والرفاهية وسجلت لنا إنجازات إضافية، واقتدينا بنهج نبينا الكريم ﷺ الذي قَالَ (عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلاَّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ). كسرة أخيرة ستظل بلدنا الحبيبة عصية وكبيرة بإنجازاتها ومواقفها البطولية وحضورها المشرف في كل النزاعات الإقليمية والدولية، مما جعلها محط أنظار العالم، وكل ذلك لا يتأتى إلا بالتمسك بالمبادئ والقيّم التي نقلها لنا آباؤنا الأولون، وكانوا خير قدوة لنا في مسارنا ودرعا لنا لمصائب الدهر وزادتنا عزيمة واقتدارا على تخطي الصعاب، وكيف ذلك لا يتأتى لنا ومؤسس دولتنا الحبيب الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني الذي قال: (لك الحمد يا مبري كبود الغلايل.. ويا منصف من كل باغي وعايل ونحمدك يا ذا العرش والملك والعطا.. ونرضى بحكمك في جميع الفعايل بشكر على السرا وصبر على القضا.. وحمل النّوايب واحتمال الثقايل) اللهم أدم علينا النعم، واجعلنا من الشاكرين، وأدم نعمة الأمن والأمان والرخاء والاستقرار على بلادنا وسائر بلدان المسلمين.. اللهم آمين. الكاتبة الصحفية والخبيرة التربوية [email protected]