15 سبتمبر 2025
تسجيلمن نعم الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص على بني آدم عليه السلام أنه أخفى ما في القلوب من الأشياء التي تسكن عادة في قلوب الناس من غل وحقد وحسد وكذب ونفاق وتصنع وزيف وخداع، وكم من الوجوه ترى ابتسامتها عندما تراها لكن تخفي القلوب بداخلها ما الله به عليم من السوء! كذلك لعرف الناس بكل سهولة ويُسّر بمن يعطيك من طرف اللسان حلاوةً ويُروغ منك كما يُروغ الثعلب وما أكثر الثعالب هذه الأيام، وتخيلوا معي لو أن الناس ترى ما في قلوب بعضهم بعضا لحدثت كوارث ومصائب ونزاعات كثيرة، مثلا لو أن الزوج يمثل على زوجته الحب والتوجع والألم وهو لا يُطيقها داخلياً وأخذها ربما بسبب ثرائها أو لديها وظيفة مرموقة والعكس صحيح كم من الفتيات فاتهن قطار الزواج وهن ينتظرن الثري أن تأتي به الأيام وربما لن يأتي؟ وكم ستبلغ قضايا الخُلع والطلاق وكم سنرى من مجالس الذين لديهم مناصب دسمة التي تعج بالأصدقاء من كل حدب وصوب يتنافسون في خدمته ولو طلب لبن العصفور لأتوا به ليس حُباً فيه ولكن لمصالح لهم عنده ولو علم بما يخفون لطردهم شر طردة، والدليل أنهم يتوارون عن الأنظار ويذوبون كما يذوب الملح في الماء بمجرد ما يفقد منصبه وهذا على سبيل المثال لا الحصر. ومن جهة أخرى لو علم الناس بقلوب البعض منهم تجاههم تلك القلوب الطيبة المملوءة حباً ووفاءً وخيراً وصدقاً وأمانة لقربهم المسؤولون من مراكز القرار ولقلت نسبة الفساد والمفسدين وخيانة الأمانة وبادلهم المسؤولون نفس الشعور ويمكن زادوا عليه. وكم من الناس لديه هذه المشاعر والأحاسيس الجميلة لكن لا يستطيع أن يُبديها ربما لإنسان يحبه وهو لا يحسبه خوفا أن يصده أو ألا يصدقه حيث إنه لا يعلم صدق مشاعره؟ وكم من الموظفين المخلصين للعمل الذين يؤدون واجبهم على أكمل وجه لم يحس أحد بهم، بينما ذو الوجهين ينال ما يريد ويصعد للمناصب كالمصعد الذي في البنايات الشاهقة ! ف ألف حمد وشكر لله العظيم الذي أخفى ما في القلوب لتمضي الحياة بمرها وحلوها. وآخر الكلام اكتفي بهذا القدر من لملمة الموضوع ما دامت الإشارة خضراء واستطيع أن أعبر الطريق بسلام قبل أن تتحول إلى اللون الأحمر وأحصل على مخالفة وحجز الفكرة. [email protected]