17 سبتمبر 2025

تسجيل

نفقات السائح الخليجي

09 ديسمبر 2018

توجيه الاستثمارات لبناء وتطوير المطارات السائح الخليجي مرحب به في الدول الأوروبية بشكل خاص نظراً لتمتعه بالصفات الحيوية المطلوبة من قبيل القوة الشرائية والرغبة في الصرف، لا غرابة أن تسعى مختلف الدول إلى كسب ود السائح الخليجي عبر خطوات إلغاء التأشيرات أينما كان ممكنا وتوفير خدمات اللغة العربية وأماكن للصلاة واللحوم الحلال. يشتهر رعايا دول مجلس التعاون بصرف أموال أكثر من المتوسط العالمي العام، الأمر الذي يجعلهم محل ترحيب العديد من الدول، فحسب تقرير نشر حديثا بواسطة منظمة السياحة العالمية والمجلس الأوروبي للسفر، حصل نمو نوعي لحجم النفقات المرتبطة بالزوار من دول مجلس التعاون في السنوات القليلة الماضية. فحسب هذه الدراسة، بلغ حجم النفقات 60 مليار دولار في عام 2017 مقارنة مع 40 مليار دولار في 2010. بمعنى آخر، يزيد متوسط الإنفاق لدى رعايا المنظومة الخليجية 6.5 مرة على معدل السياحة الدولية. الجانب اللافت بالنسبة للسائح الخليجي يتمثل في رغبته في صرف الكثير من الأموال على الخدمات السياحية. يمكن تقدير وجود رغبة لدى القائمين على قطاع السياحة في أوروبا لاستقطاب المزيد من مواطني دول مجلس التعاون في إطار السعي لتعزيز النمو وتوزيع مصادر الزوار وتطوير قطاعات جديدة. الصفات المشتركة بين رعايا دول مجلس التعاون تتضمن وجود نسبة كبيرة من الزوار من الشباب فضلا عن الأسر. يوجد تصور لدى المسؤولين في أوروبا بأن القارة تمتلك مقومات استقطاب الزوار من الخليج بما في ذلك البنية التحتية المتطورة وفرص التسوق بكافة أنواعها والخدمات الطبية المتطورة والمناظر الطبيعية الخلابة والعملة المشتركة أي اليورو والتأشيرة المشتركة وتحديدا الشينغن بين عدد كبير من الدول الأوروبية. فتأشيرة الشينغن الأوروبية مقبولة في الدول الأعضاء للتأشيرة، فضلا عن أقطار أخرى، يشار إلى أن سويسرا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي ولديها عملتها الخاصة بها لكنها تقبل التأشيرة رغبة من الجهات الرسمية في استقطاب أكبر عدد من الزوار للمساهمة في تطوير الفرص الاقتصادية. يعد قطاع الطيران مساعدا في هذا الإطار، حيث تشتهر الخطوط الجوية لغالبية دول مجلس التعاون بتوفير أحدث الطائرات وأكبرها حجما، فضلا عن تسيير رحلات متكررة لبعض الوجهات. يمثل قطاع الطيران حجر الزاوية بالنسبة للقطاع السياحي. كما يعتبر الطيران من ضمن نقاط القوة والتميز والقدرة التنافسية لاقتصادات دول مجلس التعاون، ويلاحظ في هذا الصدد استثمار دول مجلس التعاون أموالا ضخمة على بناء وتطوير المطارات. طبعا، يحق للسياح من دول مجلس التعاون المطالبة بالحصول على أفضل الخدمات التي تتناسب وأهميتهم النسبية بما في ذلك إلغاء التأشيرات وتسريع إجراءات الحصول على التأشيرات وجعلها متعددة الدخول ولفترات مطولة. يمكن اعتبار تايلاند مثالا في هذا الصدد عبر توفير أماكن للصلاة في المطار، فضلا عن المجمعات، إضافة إلى تشجيع المطاعم لتقديم اللحم الحلال. المثال الآخر اللافت كوريا الجنوبية وهونج كونج عبر إلغاء التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي. على المستوى العالمي، يلاحظ تنامي ظاهرة التقدير للسياح من الصين عبر توفير كابينات خاصة للصينيين مستفيدين من ضخامة أعداد الزوار، يبلغ عدد رعايا الصين قرابة 1.4 مليار نسمة أي المرتبة الأولى في العالم. المثير وجود رغبة لدى قطاع واسع من المواطنين الصينيين في السفر للخارج مستفيدين من ضخامة اقتصادهم الوطني وبالتالي متوسط الدخل، فضلا عن الرغبة في اكتشاف العالم من حولهم. ختاما، السائح الخليجي مطلوب نظرا لاستعداده صرف الكثير من الأموال والإمكانيات على الخدمات السياحية. في المقابل، يحق للسائح الخليجي المطالبة بأفضل الخدمات وأرقاها. [email protected]