18 سبتمبر 2025

تسجيل

عنصرية مقيتة وفوبيا مرفوضة

09 ديسمبر 2015

لا يمكن تفسير التصريحات العدوانية والمتطرفة الصادرة عن المرشح الجمهوري الأوفر حظاً حتى الآن للفوز بترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة الأمريكية، المدعو دونالد ترامب، والتي دعا فيها لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، بأقل من كونها تصريحات عنصرية مقيتة وعدوانية، تعكس فوبيا مرفوضة، تشجع على الكراهية بين الأمم والشعوب، وفوق كل ذلك تعكس انحطاطا أخلاقيا وضيق أفق، ينزع الأهلية - كما جاء في بيان صادر عن البيت الأبيض - عن "شغل منصب رئيس أمريكا"، أو أن يكون القائد العام للقوات المسلحة الأمريكية.الإدانات الدولية تتالت رفضا لهذه التصريحات الكريهة، ولعل مصدر الإزعاج الذي أثارته أن تصدر من شخص يخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية، ولو لم يكن ترامب في هذا الموقع لكان مثل غيره من الحمقاء والسطحيين، الذين لا صوت لهم ولا رأي بين العقلاء في عالم اليوم، الذي يسعى بجميع دياناته وملله إلى تقليص الهوة الحضارية بين شعوبه، وإلى رص صفوفه لمكافحة التطرف والتشدد الذي بات مصدر تهديد حقيقيا للأمن والسلم العالميين.تصريحات ترامب إرهاب فكري يهدد الأمن القومي الأمريكي، وتطرف شخصي غير مسبوق، يستدعي وقفة للتأمل، والتنبه لمخاطر أن يتجاوز التشدد الفكري دوائر الخلايا النائمة، إلى غرف القيادات المرشحة لمناصب مؤثرة. ورغم ذلك فالعالم أجمع وفي مقدمته العالم الإسلامي على ثقة بأن هذه التصريحات الخطيرة في النهاية هي تصريحات معزولة ومرفوضة، حتى من داخل الولايات المتحدة، التي بادرت ومن مختلف المستويات إلى استهجانها واستنكارها، وهو ما سيثمر دون شك تعاوناً إسلامياً - أمريكياً لمحاصرة ومواجهة الفكرة المتطرف واستئصاله.