13 سبتمبر 2025

تسجيل

ذلك الكتاب

09 ديسمبر 2015

مازال الكتاب بخير؛ ذلك ما لمسته في النسخة السادسة والعشرين من عمر معرض الدوحة للكتاب، فبرغم بعد المكان عن وسط المدينة، وصعوبة الوصول إليه لكثرة التحويلات، لكنّ عدداً مقبولاً ظلّ يداوم على الحضور في الأيام الثقافية التي اعتادها أهل الدوحة في أحد الكانونين، وبالتزامن مع اليوم الوطني للبلاد. على الرغم من الانتشار الواسع للكتاب الرقمي، وهيمنته، وسهولة الحصول على كثير من العناوين الجيدة والحديثة، وعلى الرغم من المبشرين بالشاشة الخامسة التي ستطوي عهد الورق إلى غير رجعة، فإن الواقف في ردهات قصر المؤتمرات يشاهد شباباً يحملون أكياساً يجهدون في حملها، وآخرين يجرّون وراءهم عربات ورقية وزعتها إدارة المهرجان مجّاناً تساعدهم في نقل مؤونتهم المعرفية إلى عام آخر، وإعلاميين وأدباء ومثقفين حالت الظروف دون لقائهم فكان اللقاء في المعرض. ولابدّ من التذكير بموسم حفل التوقيع، وقد أمست عُرفاً ثقافياً ينتظر فيه الكُتّاب هذه التظاهرة ليحتفلوا بإصداراتهم الجديدة، وقد بلغ عدد الإصدارات في العام الفائت قرابة ثمانين إصداراً، كتبنا عن معظمها في ملحق الشرق الثقافي. وفي الوقت الذي غدت فيه زيارة معرض الكتاب طقساً اجتماعياً ثقافياً لا يقتصر على المهتمين بشراء الكتاب، بل يخصّ طلبة المدارس، والموظّفين، ومتابعي النشاطات الثقافية، والمهتمّين بالفنون والآداب، فإن المساهمة في إنجاح معرض الكتاب مهمّة الجميع، وليس كثيراً أن يعود الناشرون وقد باعوا كلّ بضاعتهم. بالرغم من الأسعار المرتفعة في بعض دور النشر. موسم الكتاب هو موسم القراءة، وموسم الغيرة الثقافية عندما يعرض المشترون بضاعتهم على صفحاتهم الشخصية، وهم يزكّون العناوين التي انتقوها، وتكون رياح الحظّ طيباً إذا أصاب سهم الجائزة أحد الكتب التي اشتراها، وكلّنا يتذكّر ما حصل للروايات التي أعلن ترشيحها لقائمة البوكر القصيرة في منتصف أيام المعرض، فنفدت نسخ الروايات على الفور.