31 أكتوبر 2025

تسجيل

التعليم لمرحلة جديدة

09 ديسمبر 2015

عادت الأسئلة تطرح من جديد، بعد تلاشي ذلك البريق، الذي انطلق مستبشرا ببداية تعليم لمرحلة جديدة، تحولت القيادات العليا المسؤولة عن صناعة المشهد إلى التقاعد، انتهى عقد مؤسسة راند (RAND Corporation)، وعادت إلى مقرها في واشنطن، غادر الخبراء الأجانب إلى ديارهم بعد نفاد جعبتهم، تناقصت الوفود الخليجية والعربية التي كانت تزور المدارس المستقلة؛ لكي تتعرف على التجربة وأبعادها المستقبلية، توقفت وسائل الإعلام عن الترويج للمبادرة وحرق البخور ورش ماء الورد وتوزيع "النقوط"، ولم تعد تلك الرغبة وهذا الحماس، يغمران القلوب والعقول، لا عند قمة الهرم من المسؤولين ولا المجتمع بأفراده، وظلت التحديات الكبيرة كما هي، تقف في منتصف الطريق في غياب الإدراك لفهم وطبيعة وخطورة المرحلة، وفي عجز شامل عن التعامل معها والخروج من مأزقها التاريخي. أين تكمن معضلة التعليم في مجتمعنا الصغير؟ وأين نجد العلاج؟.. في العودة إلى النظام القديم، أو هدم على ما تم بناؤه خلال العقد الماضي بالتحديد، أو إعادة البناء وإيجاد بديل آخر مختلف ومغاير؟ هل تنحصر الأزمة في المناهج والكتب والمقررات الدراسية، أو المعلم والمرسل والقائم على توصيل المعلومة، أو في الطالب والمتلقي وقدرته على الاستيعاب في مجتمع الرفاه؟ أو في أولياء الأمور وتربيتهم وثقافتهم ، أو في المباني المدرسية والجامعية والبني التحتية، أو في التمويل والضخ في الميزانيات دون إصلاحات جذرية، أو طبيعة التعليم الحكومي الذي تسيطر عليه مؤسسات الدولة البيروقراطية، أو في التعليم الخاص الباحث عن الربح والعائد المجزي. وهل المطلوب اليوم أن ننتقل من تعليم إلى مرحلة جديدة إلى تعليم إلى مرحلة أكثر جدية وإنتاجيه ومخرجات حقيقية.تروي لنا حكاية الدرس الألماني، انه عندما هَزم نابليون بونابرت الألمان في بداية القرن التاسع عشر، سادت مشاعر اليأس بين الألمان، فقام الفيلسوف الألماني (فيخته) بتوجيه خطاب إلى الأمة الألمانية، شرح فيه أن الهزيمة كانت تربوية قبل أن تكون عسكرية، وأن العلاج يكمن في استبدال النظام التعليمي الألماني بتربية جديدة ومغايرة ومشروع حضاري علمي ينبذ التعليم الميكانيكي للذاكرة. فما هو النظام الذي نستطيع أن نطرحه بعد نفاد كل الأفكار والمبادرات والتجارب التي أقدمنا عليها خلال العقود الأربعة الماضية إلى اليوم؟