17 سبتمبر 2025
تسجيلنيلسون مانديلا، شخصيةٌ عالمية ذات قامةٍ منتصبةٍ عاليةٍ في تاريخ الإنسانية. فقد ناضل بصلابةٍ في سبيل قضيةٍ عادلةٍ، وضحى بسنواتٍ طوال من عمره، ولم ينحنِ أمام نظام الفصل العُنصري الذي هيمنَ على إفريقيا الجنوبية، بل أرغمه على الاستجابة لنضالات وتضحيات الجنوب إفريقيين. لقد رحلَ مانديلا منذ أيامٍ، وانشغل العالم برحيله لأنه لم يكن شخصاً اعتيادياً يرحلُ دونَ أن يترك رحيلُه أصداء كبيرةً. وهنا، نتمنى على الإدارة الإعلامية في لجنة الإعداد لمونديال ٢٠٢٢ م، وإعلامنا المحلي، أن يلعبا دوراً في تكريم الراحل الكبير، كوسيلةٍ للتعبير عن التزام القيادة الحكيمة والمجتمع والإنسان في بلادنا الحبيبة بقضايا الشعوب وتطلعاتها وآمالها. وهو أمرٌ سيخدم نهجنا الإعلامي في تقديم قطر للعالَـمِ بصورة مُشَـرِّفَـةٍ تعكسُ مدى الرقيِّ والـتحضر الَّلذين تنعم بهما، والإنسانيةَ والأخلاقَ الرفيعة الَّلتين صارتا جزءاً من منظومة القِـيَـمِ لإنسانها. ستكون مراسمُ جنازةِ الراحلِ الكبير ملتقًى عالمياً للشخصيات السياسية والرياضية والإعلامية والفكرية وسواها. ولابد من أنْ يكون حضورنا خلالها فاعلاً مؤثراً لبذلِ جهودٍ عظيمةٍ في مجال العلاقات العامة الدولية، والتواصل مع شخصياتٍ إعلاميةٍ ورياضيةٍ عالميةٍ، ودعوتهم لزيارة بلادنا ليَطَّلعوا على الدولة الـمَدَنِـيَّةِ الـمُنضبطةِ بدستورٍ وقوانين تَرْعَـى إنسانَها المواطنَ وشقيقَه الـمُقيمَ، وتَضمن الحرياتِ، وتحفظ الحقوقَ، وترعى الإبداعَ الفكريَّ والفنيَّ والرياضيَّ.ويروا بأعينهم مدى نجاحنا في إعداد البُنى التَّحتية والمنشآت الرياضية الضخمة لاستضافة المونديال. ولا شكَّ أنَّ تكريم الفيفا لمانديلا يعطينا دافعاً للحديث عن دوره كشخصيةٍ عالميةٍ أثَّـرَتْ في نشر الثقافة الرياضية وجَـعْـلِـها واجهةً حضاريةً تُطِـلُّ منها الشعوبُ على العالَـم، وتخاطبه بلسانٍ إنسانيٍّ يدل على تَـقَـدُّمِها وتَـمَـدُّنها. الحديث بلغةٍ مونديالية هو حديثٌ يمتد ليشملَ جميعَ مفاصلِ الحياةِ في بلادنا وإظهارها بالصورة الملائمة التي تُعَـبِّرُ عن إنسانِـنا الـمُبدعِ وقدراته وطاقاته.