10 سبتمبر 2025

تسجيل

غزوة الأحزاب في غزة

09 نوفمبر 2023

مر شهر كامل على قصف الصهاينة والعالم على جزء عزيز من وطننا العربي والإسلامي التي يبلغ طولها من الشمال الى الجنوب حوالي 41 كيلومترًا، ويتراوح عرضها من 6 إلى 12 كيلومترًا ضيقاً واتساعاً، وتبلغ مساحتها الإجمالية 365 كيلومترًا مربعًا فقط ولمدة ثلاثين يوما تتلقى الضربات الجوية والبرية والبحرية والقصف العشوائي على رؤوس سكانها والعالم المتحضر يدعم هذا القصف بل يرسل في القذائف والأسلحة لمزيد من الإبادة لهذا الشعب الضعيف الذي يعيش في هذه الأرض الصغيرة، هم يرونهم ليسوا بشرا والله يعلم انهم من عباده الصامدين المرابطين ونحن المسلمين نراهم ابطالا ونفتخر بهم، وأطفال يصرخون وأمهات يتوسلن وأبطال يتوعدون بالثأر والرد ويذودون عن ارضهم المحتلة. *هم المطرودون وسيظلون إلى أن تقوم الساعة* أراد الصهاينة والمتحالفون معهم من دول العالم الظالمة أن يطردوا اهل فلسطين مما تبقى من ديارهم كما فعلوها منذ اكثر من 75 عاماً، ولكن اصطدموا بأحفادهم الذين صمدوا فيما تبقى لهم من أرض واقسموا الا يخضعوا لهذا العدوان الغاشم ويحقق أهدافه الشيطانية بإحتلال الأرض المتبقية من وطنهم الغالي لديهم ولدى قلوب إخوانهم العرب والمسلمين، والصهاينة هم من طُردوا من جميع الأراضي التي لجأوا اليها وكانوا على مدى الاف السنوات مطرودين من كل مكان في العالم بعد أن بعث الله لهم 1000 نبي فلم ينفع معهم، بل قتلوا الكثير منهم، ثم زعموا انهم الشعب المختار، وانهم خير من تسعى به قدم، ونتيجة لسوئهم وطغيانهم ونكرانهم للجميل وايذائهم لجيرانهم فما بقي شعب على الأرض إلا وعرف خسة هذه القبيلة ونفد صبره منهم حتى طردهم شر طرده، منذ العام 740 قبل الميلاد حينما سباهم الآشوريون واخذ منهم 10 افخاذ من هذه القبيلة وشتتهم في أنحاء الإمبراطورية، مروراً بالبابليين الذين سبوهم فبقوا قرابة 60 سنة، وفي العام 626 م بدأ طردهم من جزيرة العرب، ثم طردهم الفرنسيون عدة مرات في العام 1080م والعام 1147م والعام 1306م و1394م والتشيك والروس في مذبحة كييف في العام 1113م، والطرد من إنجلترا كذلك خمس مرات في حقب مختلفة على مر التاريخ في تلك الفترة، ومن النمسا وسويسرا وغيرها من دول أوروبا، وأخيرا الطرد من ألمانيا في العام 1933م، واتوا الى بلاد فلسطين في الطردة الكبرى والأخيرة التي بدأت في العام 1947، ولم تجد شعوب العالم مكاناً لهم بينهم واختارت لهم فلسطين المحتلة من قبل انجلتزا في ذلك الوقت لتكون آخر ملجأ لهم، وبإذن الله ستكون طردتهم الأخيرة على يد العرب الأبطال الذين اثبتوا للعالم بأنهم ابطال وفدائيون من أجل قضيتهم. *سر الحمد لله* أثلج صدورنا أن كل من تحدث في القنوات الفضائية المختلفة من مواقع الأحداث وفي مواقع التواصل الاجتماعي وهو تحت القصف العشوائي الهمجي من العدو المحتل يلهج لسانه بكلمة (الحمدلله على كل حال) هذه الكلمة التي وقع صداها الايماني على كل من سمعها من الضعفاء، بل كثير من غير المسلمين ايقنوا تماما بأن هؤلاء الأبطال يقاتلون من أجل قضية إنسانية وعقيدة وايمان بقضيتهم العادلة بل تعدى هذا الشعور اكثر من ذلك وجعل البعض منهم يعلنون بأنهم بدأوا في قراءة القرآن ويتعرفون على هذا الدين الذي يجعل أنصاره مؤمنين لهذه الدرجة بقضيتهم وهم يواجهون الموت بل يفضلون الموت من أجل نصرة قضيتهم في الدفاع عن أرضهم، وعلمتنا غزة بأن الحق ينتزع انتزاعاً ولا يستجدى من أحد، ويأتيك أحد ويمد اليك يده ويقدمه اليك على طبق من ذهب، وعلمتنا غزة أن عقيدتنا سلوك ومنهج يجب الالتزام به وليس محاضرات ووعظا ولم نر منهم أحدا ساخطاً على قضاء الله وقدره بل يحمدون الله وهم يجمعون في أشلاء أبنائهم ويشيعون في امهاتهم وابائهم وذكرتنا موقعة الأحزاب التي انتصر فيها المسلمون على أحزاب كفار قريش واليهود عندما حاولوا غزوهم في المدينة لابادتهم وما اشبه الليلة بالبارحة ونحن نعيد سيرتنا النبوية في تلك الغزوة التي نصر الله فيها المستضعفين كما يتحزب العالم اليوم من الصهاينة والملحدين ويجمعون عتادهم وسلاحهم لابادة هذا الشعب المستضعف الذي لا يملك عتادا ولا سلاحاً فتاكاً ليدافع به عن أرضه وأهله. *كسرة أخيرة* صمود ابطالنا البواسل في فلسطين ادخل الأمل في قلوبنا من جديد بأنه يمكن ان يتم تحرير فلسطين من البحر الى النهر بإذن الله وأظهر للعالم كله ضعف الكيان الصهيوني وهشاشته في صده لأي هجوم قد يحدث عليهم، وأن صاروخا مصنوعاً في أحد ورش الحدادة بغزة يدخل الرعب في صدور الالاف منهم ويجعلهم يفكرون في الهجرة من الأرض التي احتلوها لتكون ملجأ لهم بعد ان تم طردهم من جميع الأراضي في العالم.