18 سبتمبر 2025
تسجيل«لا مكان آمناً في غزة» تلك كانت كلمات الصحفي وائل الدحدوح عندما طلب منه مذيع النشرة الاحتماء من القصف الشديد في تلك الليلة. مع إكمال العدوان الإجرامي الإسرائيلي الشهر الثاني، الذي يستمر فيه قصف الشوارع والمباني السكنية، ويستمر قصف أي تجمعات للمدنيين. شهر ثقيل مر علينا، ولا يهنأ لنا لا فرح ولا حفل، «لا أفراح وغزة تقصف». فمعاناة أهل غزة تؤلم قلوبنا بلا شك، هذا النوع من الهمجية غير مسبوق ليس مجرد خرق للقانون الدولي أو القيم الإنسانية، إنما دمار، وأزمة إنسانية غير مسبوقة، غزة باتت مسرحا للغارات العنيفة. استهداف المستشفيات والمخابز، فالرغيف ملطخ بالدم، ناهيك عن ذلك حرب التجويع نتجت من عدم توفر الدقيق والوقود والإمدادات الطبية. وبطبيعة الحال لا يوجد متسع للحياة، عاجزون عن الهرب من كل هذه الغارات الكثيفة، وصور ومشاهد لا تحتمل، تحت الركام جثث، وفي الشوارع جثث، جرحى وسط ظروف طبية صعبة هؤلاء المدنيون الأبرياء من أزمة المياه، حرمان أكثر من مليوني شخص من الماء، لا يوجد ماء صالح للشرب إلا في المستشفيات المتبقية، أو من البحر. معاناة أهل غزة أكبر، معاناة من جريمة والخذلان من دول العالم، قصف كثيف بهدف التهجير القسري، والعديد من المذابح بحق أهالي غزة، التي نتجت عنها كثير من العائلات شطبت من السجلات المدنية بالكامل. شهادات الناجين من القصف تحكي وتقطر القلب ألما عندما يحاولون الوصول إلى الناجين من بين الركام بأيد عارية وبدون معدات. وذلك الأب الذي يبحث عن أبنائه بين الركام صور مؤلمة جدا. وذلك الشيخ الكبير الذي يقول معلقا بالقرب من أنقاض منزله «لم يبق لنا شيء».. ماذا يريدون منا؟ عقاب جماعي للنازحين لا ذنب للأبرياء، قصف أضعاف ما قصفت به هيروشيما، أكثر من عشرة آلاف من الشهداء، لم يسلم منها أحد، وارتكاب المجازر البشعة. يقتلون الأطفال والشيوخ والنساء بوحشية، باسم الحضارة، ما هو ذنبهم؟ أبشع ما رأته العين، شح الوقود والغذاء وكل المساعدات مما يجعل الحياة أصعب على الأبرياء المدنيين. ادعاء الاحتلال الإسرائيلي حق إسرائيل في الدفاع عن النفس! لا سيما تبرير قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي يكذب الغارات غير المسبوقة، وأضف لذلك وبعد الإبادة الجماعية التهديد بالقصف النووي. إن الملاحظ أن كل هذا القصف الكارثي الذي إن دل فإنما يدل على حجم الخسارة التي يلقاها الإسرائيليون. والخسائر التي يتكبدها الاحتلال الإسرائيلي بلا شك كبيرة يطالها الاقتصاد الإسرائيلي، وأيضا ضغط الإسرائيليين على حكومتهم لإخراج الرهائن المحتجزين لدى حماس. والفشل الذريع لكل هذه الهجمات غير المبررة، والمجازر التي لن ينساها العالم أبدا. كل هذا العمل الإجرامي الوحشي بهدف القضاء على حماس. حسب الرواية التي كذبها كل العالم، وخرجت المظاهرات حول العالم ضد الكيان الصهيوني، الملايين الذين يعارضون القصف بالفسفور الأبيض، وقتل العُزَّل من الأطفال والنساء من الفلسطينيين. بل هناك ملايين حول العالم يخرجون داعمين للقضية الفلسطينية، وفي ظل عولمة الاتصالات وثورة الإعلام تنشر كل الأحداث واعتداءات ودمار قوات الاحتلال لأهالي غزة العزل. نناشد لوقف هذا القصف الممنهج فورا، ووقف كل هذا العنف المجنون وحماية المدنيين من الغارات. ختاما لا تعتادوا المشهد فتألفوا، فالصراع ممتد، والوضع الإنساني مروع في ظروف قاسية جدا، تطهير عرقي بالمذابح المتلاحقة، وضع مأساوي جدا. اللهم امددهم بمدد من عندك، اللهم انصرهم. فلسطين عربية من النهر إلى البحر. كل هذا وبيني وبينكم…