11 سبتمبر 2025
تسجيلالتغيير.. وما أدراك ما التغيير على صعيد الأفراد والأعمال والشركات والجماعات أيضا. وكل التجارب التي عايشناها كتجارب شخصية أو مشاهدات أثبتت لنا أهمية التغيير في الحياة. شركة نوكيا التي سيطرت لعقد من الزمن على سوق الاتصالات الى ٢٠٠٧ كانت قيمتها ٥٠ بليون دولار الى عام ٢٠٠٧، ولكن بيعت الشركة بسبعة ملايين دولار عندما ظهر الآيفون. كان المميز لدى أيفون هو التغيير ففي كل نسخة هناك جديد إما إضافة او إزالة لجزء والسبب لضمان الاستمرارية، اما نوكيا فشلت في ذلك الأمر، ولم تستخدم آلية التغيير كسبب للاستمرارية. إن الخوف من التغيير امر طبيعي جدا لكن عندما تقارن بينه وبين خطر البقاء بدون تقدم فيكون الفشل نتيجة طبيعية ومتوقعة. ان فصول السنة تتبدل والبحر بين مد وجزر، وقد تمتد خطوط الزمن على وجه أحدهم فيرفض هذا التقدم في السن الجميل الذي يزيده وقاراً. والكثير من العلاقات قد يطالها التغيير فمخطئ من يظن ان كل شيء ثابت في هذا الكون الشاسع، وقد واجه التغيير على مر العصور والحضارات منها عصر الثورة الصناعية عندما استبدل الانسان المزارع بالآلة، أضف لذلك تطور كثير من البلاد. أهمية التغيير في التقدم ونبذ الصفات السيئة او العيوب ووضع مزايا محدثة مطورة. قد يكون التغيير بسيطا مثلا على حسب ما يقول مؤلف كتاب عادات ذرية عادات صغيرة ولكن الأثر يظهر بعد وقت من الزمن واضحاً. هناك تغييرات اجبارية قد تغير بيتا، مدينة، بلدا، وأخرى اختيارية؛ صديق، شلة، والاصعب من ذلك أن يتغير كل شيء حولك وأنت محلك سر، ان مسألة رفض التغيير ليست حلاً انه مثل من يغلق الباب في وجه الحياة الرحبة والتطور والحلول السهلة. علينا تقبل الحاجة للتغير يذكر التاريخ امثلة عديدة لحرق الكتب والعلماء في عصر فرضت الكنيسة سيطرتها وذلك رفضاً للتغيير. والحمد لله أن ديننا الإسلامي العظيم يحضنا على التغيير دائما والله تعالى يقول في محكم آياته؛ "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم". وهي دعوة واضحة وصريحة تدعونا كمسلمين لأن نحرص على تغيير ما بأنفسنا حتى يغيرنا الله سبحانه وتعالى للأفضل. وفي التعليم من جانب آخر من المستحيل اليوم استخدام أساليب التدريس القديمة التي استخدمت من ٣٠ عاما او حتى من عشر سنوات. أضف لذلك أن التلفزيون كان يفرض على المشاهد ما يريده ولكن الآن أصبح العالم كله في جهاز نقال واحد بيده بات بإمكانه مشاهدة ما يريد وفي أي مكان او زمان بلا قيود او فرض. مع التغيير تسقط الكثير من الأشياء وتفقد قيمتها. صار العالم من حولنا أكثر جرأة على التغيير وذلك لما في التغيير من مرونة وسهولة في الحياة. قد يكون استخدام طريق أقصر وأسهل أفضل من استخدام الطرق غير صالحة بل واحتمال التعرض للأذى كصديق غير صالح او مجموعة لا طائل منهم الا الأذى والامثلة كثيرة. ابدأ بتغيير نفسك أولا، والمهم ان يكون تغييرا إيجابيا لصالحك أنت ومن حولك. ابدأ بنفسك، رتب افكارك، مشاعرك، اهدافك، لتصبح النسخة الأفضل منك، أيضا على صعيد العلاقات التغيير مهم، فمن الضروري الابتعاد عن كل من لا يقدر قيمتك. كلنا لدينا القدرة على التغيير ولكن ليس جميعنا لدينا الرغبة في التغيير، أيا كان التغيير في الحقيقة فالثابت الوحيد هو التغيير. وختاما يقول غاندي "كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه بالعالم". وكل هذا وبيني وبينكم.