16 سبتمبر 2025

تسجيل

ألمانيا على الخط : مزاعم أمنستي ( غير قابلةٍ للتصديق )

09 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); فيما تلملم العفو الدولية مزق مصداقيتها التي استعصت على الراتق إثر تسفيه تقريرها المكذوب بشهادة منظمتين ، تدخل دولةٌ كبرى على الخط لتطلق رصاصة الرحمة على الإدعاء الكذوب .وهي تنطلق من ثقلٍ قاري ودولي يعتد به ، تعلنها برلين صريحةً أن تقرير أمنستي إنترناشيونال حول استخدام السودان لأسلحةٍ كيميائيةٍ يفتقد المصداقية لتهيل المزيد من الملح على الجرح المتقيح سلفاً . يحدث ذلك قبل أن يجف مداد شهادة رئيس بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة ( يوناميد ) . و كان السيد أوهوميبي قد قرر أن بعثته بقوامها البالغ 20 ألفاً على الأرض في دارفور لم ترصد أي أثرٍ يدل على مزاعم أمنستي رغم تمركز بعضهم على مرمى حجرٍ من المواقع المزعوم استخدام الأسلحة فيها . ويمضي رئيس البعثة لينفي مزاعم أمنستي بإجراء أي اتصالٍ مع أيٍّ من أفراد بعثته ، وكانت صفعة يوناميد هي الثانية التي تتلقاها بعد إعلان منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بأن محتويات التقرير لا ترقى للاعتماد عليها لبلوغ نتائج .أما موقف الحكومة الألمانية فقد مثل قدحاً صريحاً في صدقية التقرير وفقاً للإفادة المكتوبة لوكيل وزارة الخارجية ماركوس إدرر. و وفقاً لصحيفة دير تاقيسبيقل الألمانية فقد تجاوزت الحكومة الألمانية مرحلة الشكوك تجاه تقرير المنظمة باستخدام السودان غازات سامةٍ في إقليم دارفور لتصف المزاعم بأنها ( غير قابلةٍ للتصديق ) .وهو يرد على سؤال تقدم به يوي كيكيرتز العضو بالبرلمان الألماني عن حزب الخضر المعارض أوضح وكيل وزارة الخارجية ماركوس إدرر في إجابته أن امتناع برلين عن التورط في الأمر تأسس على ( أن قلة المعلومات المتوفرة تعني أن ثمة قلقٍا تجاه مزاعم أمنستي ) ، ويخلص من ذلك لتقييم ألمانيا للتقرير على أنه ( غير قابلٍ للتصديق ) . و واضحٌ أن ألمانيا بدأت تدرك جيداً - شأنها شأن غالب القوى الغربية - تكتيكات تلك المنظمات ، و شبكات علاقاتها المشبوهة ببعض القطاعات المشتطة ، بما فيها قوى ضغط وأجهزة مخابرات و وسائل إعلامية ، ولقد ثبت من خلال أحداث العالم خلال العقدين المنصرمين أن تلك الشبكات تستهل أجندتها بتقارير مشابهةٍ تتلقفها أجهزة الإعلام لتملأ الدنيا بها صخباً ، وقبل أن يجري التحقق علمياً من صدقية تلك التقارير تحملها جماعات الضغط لتفرض عبرها على الدول رد فعلٍ يكون باهظ التكاليف . وذلك يفسر ما قررته الحكومة الألمانية من ( أنه لا توجد لديها أية أسباب تدعو لمناقشة عواقب محتملة على العلاقات الثنائية أو عبر أطر الاتحاد الأوروبي مع السودان ) ، وهو ما يعني ضمنياً قطع الطريق أمام أية ضغوطات على الحكومات الغربية تجعلها تكرر أخطاءها الماضية .ويكفي ارتباك العفو الدولية أن سارعت لاتهام الحكومة الألمانية بأنها تعكس موقف الحكومة السودانية وحسب .أما أهمية الموقف الألماني في هذا التوقيت بالذات فهي تجئ من كونها الدولة الأكثر تماسكاً بين الكبار حيث يغرق نظراؤها في الرمادية جراء ظروفٍ شتى .. أمريكا مغلولة اليدين وهي لا تعلم هل تؤول لفوضوية الديمقراطيين أم لتزمت الجمهوريين .. هل هي آيديلوجية الديمقراطيين التي تفترض أن تؤخذ كلها أو تترك كلها ، أم هي انكفائية اليمين التي تستعيض عن التبشير بقيم أميركية بالتركيز على المصالح الملموسة أينما كانت وأي الأدوات اقتضت ! .. أما روسيا فهي الأخرى غارقةٌ في تكريس مناطق نفوذها الإستراتيجية في العالم وبأي ثمن .. وبالنسبة لبريطانيا فهي ما تزال في صالة المغادرة تلهث لإعادة ترتيب أواصرها مع ذاتها ومع محيطها .. أما فرنسا فهي ما تزال غارقةٌ في هواجس الإرهاب وتدفق الهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة ، ورغم ذلك تتورط في تناقضٍ صارخٍ وهي تدعم الجنرال حفتر متناسيةً أنه مدخل كل تلك الشرور .