29 أكتوبر 2025
تسجيليختلف تقديرنا للأمور بحسب ما يصلنا من المواقف التي نعيشها، وما نخرج به منها، وهو كل ما يؤكد على صحة المفاهيم التي سبق لنا وأن عرفناها؛ لندركها جيداً، أو أنه ما سيؤكد أنها لن تقترب من تلك الناحية بتاتاً، وفي نهاية المطاف تظل خبراتنا الحقيقية هي تلك التي نخرج بها نحن من واقع تجارب حقيقية تفوق صفحات الكتب والقصص التي تقدم لنا من المعارف ما لا يمكن أن ندركه جيداً حتى نختبره وبشكل جيد. إن ما قد سلف ذكره ينطبق مع الكثير من الأمور التي تمر علينا في حياتنا ولربما نواجهها وبشكل يومي، وينطبق كذلك مع موضوع (الرضا) الذي وإن اتفقت الكتب على تعريف جيد ولائق به، إلا أنه سيظل ما سنشعر به نحن ولن يدركه سوانا وإن طابق ما قد ورد من قبل، فهو كل ما يمكن أن نشعر به حين تُنجز المهام على خير ما يرام؛ ليرتاح الضمير من بعدها معلناً سعادته، وهو الأمر ذاته مع موضوعنا لهذا اليوم أيها الأحبة (الرضا المهني) الذي تم تعريفه كثيراً، وتحديد ملامحه بصورة دقيقة، ولكن تقف تلك الدقة عاجزة أمام الواقع الذي يعيشه كل واحد منا؛ بسبب عدم بلوغه لأعلى درجات (الرضا المهني) أو حتى التمسك برأس سلمه، وهو ذاك الذي تعتمد عليه جودة العمل ومن قبلها جودة الحياة التي نعيشها ونرغب أن نحقق فيها أعلى الدرجات، التي يمكن أن نخرج منها بأعلى المكاسب، ولكن تضيق دائرة قدراتنا أمام ما قد نواجهه من عقبات تؤثر وبشكل جاد على قدراتنا الإنتاجية، مما يحول دون بلوغنا للهدف الذي نرجوه وهو (الرضا المهني)، الذي يعني وجوده ونموه أن عجلة العطاء مازالت مستمرة بالدوران، وإن الإمكانات عالية تسمح لنا أن نمد المجتمع بمزيد من الإبتكارات والإبداعات، ولعل حاجة المجتمع إلى ذلك وما سيحققه من تفرد وتميز يجبرنا على الوقوف بين الحين والآخر عند موضوع الرضا المهني؛ للتعرف على جديده، والبحث عن الكيفية التي يمكننا بها تحقيقه وبلوغه وبكل سهولة، ستقلص عمر الجهود التي نبذلها؛ كي نبلغ القمة، التي نحرص على توفير كل الأسباب التي ستأخذنا إليها من خلال صفحة الزاوية الثالثة، التي لا تهتم إلا بتطوير الذات، وتحويلها للأفضل، من خلال التعرف على الحياة ولكن من زاويتكم، فإليكم ما هو لكم. همسات الشعور بالأمان يُحفزنا على التقدم بخطوات جريئة ستتضاعف كلما توسعت (دائرة الأمان)، التي يغيب معها الخوف بعد أن يتقلص وبشكل تدريجي ما أن ينتهي حتى تكتشف أنك أكثر قدرة على التقدم بأي شيء ترغب به ويتوافق مع ضميرك، الذي سيفتح لك باب الحرية المطلقة؛ للقيام بكل المتطلبات، وكل ما ترغبه لنفسك وبالشكل الذي تريده حتى تنجزه كما تحب وتبلغ بذلك أقصى درجات الرضا المهني، الذي لا يتعلق بحقيقة ما تقوم به، ولكن ما أنت عليه، فوحدك الأساس الحقيقي الذي تقوم عليه حياتك، التي تحتاج إلى الرضا في كل زاوية من زواياها حتى وإن كانت الزاوية المهنية، التي يعني اكتساح الرضا لحدودها أنك تحب ما تقوم به وتدركه بما فيه الكفاية؛ كي تعطي ما يمكن أن يُحسب على حصيلة إنجازات المحيط الذي يحيط بك، وسيتطور بفضل ما تقوم به وكل ما يقوم به الآخرون أمثالك.