18 سبتمبر 2025
تسجيلالهم واحد في قطر وفي الإمارات فقد اختتم منتخب شباب قطر مشواره بمباراته الثالثة والأخيرة أمام (رجال) المنتخب السوري وتعد المواجهة بمثابة تحصيل حاصل بالنسبة للعنابي بعدما فقد كل آماله في التأهل إلى الدور الثاني وودع البطولة رسميا بالخسارة أمام السعودية، فشباب قطر لديهم الامكانيات الجيدة فخروجهم يتطلب دراسة من كل النواحي لعودة سمعة العنابي في مجال بطولات العالم للشباب أبرزها وصيف كأس العالم باستراليا عام 82 وين تلك الأيام الجميلة. ونعود إلى الإمارات حزنا وتأثرنا كثيرا بخروج منتخبنا الشباب لكرة القدم من نهائيات كأس آسيا (تحت 19 سنة) بعد التعادل الثالث والخاسر أمام نظيره الياباني في اللقاء المثير الذي جرت أحداثه في رأس الخيمة أول من أمس ليخرج الفريق من الدور الأول وسط أرضه وجمهوره مودعا الحدث الآسيوي ومنهيا حلمنا الكبير في بلوغ نهائيات كأس العالم لكرة القدم تحت 19 سنة والمقررة العام المقبل في تركيا. وبالرغم من حسرة الخروج (المحزن) والتي بدت على الجميع من مسؤولين ولاعبين وجمهور فإن علينا التريث قبل أن نلقي بالأحكام على الفريق حتى لا نذبح هذا الجيل (المتخم) بالمواهب ولا نظلم (أولادنا) الذين لم تخدمهم الظروف في تحقيق (المراد) خاصة وأن الفريق وقع في مجموعة وصفت بأنها الأقوى على الإطلاق في وجود منتخبات قوية ومتمرسة ورغما عن ذلك (قارع) أبناؤنا المنافسين وخرجوا بالتعادل في ثلاثة لقاءات كان آخرها مباراة أمام الكومبيوتر الياباني والتي شهدت ضياع وتطاير الفرص أمام (ربعنا) والذين حاولوا كثيرا لكن قلة الخبرة لم تسعف الفريق لمواصلة (درب) البطولة. ولم يكن ضياع الحلم مرتبطا بمباراة اليابان فقبل ذلك كان ضياع الفوز في المباراة الأولى والافتتاحية في الدور الأول أمام الأشقاء في المنتخب الكويتي أحد الأسباب المؤثرة في ضياع حلم التأهل إلي الدور الثاني كأقل تقدير لأن المنتخب الشقيق ظهر بعد تلك المباراة كفريق عادي ليخسر مباراتين أمام اليابان وإيران على التوالي ويحتل المركز الرابع ويخرج أيضا مرافقا لمنتخبنا في نهاية الدور الأول. إن النتائج التي حصدها الأبيض الشاب وخروجه بالتعادل في ثلاث مباريات دون أن يخسر أي مباراة نعتبره أمرا إيجابيا لأن الفريق تطور بشكل كبير من مباراة لأخرى وقد كان قريبا إلى الانتصار في تلك المباريات لولا قلة الخبرة وأيضا بعض الأمور الفنية والتكتيكية التي لم نستطع قراءتها إضافة إلى معضلة كبيرة تتعلق بضعف الجانب التهديفي وإهدار الفرص السهلة وهذه الأمور كانت محل ملاحظة الجميع إضافة إلى أمر آخر يتعلق في عدم وجود صانع العاب صريح ولاعب وسط يجيد مهام الارتكاز. ولعل البعض قد يغفل أن كل لاعبي المنتخب الأبيض الشاب لا يشاركون مع الفريق الأول في أنديتهم عدا لاعبا واحدا هو الموهوب وليد عنبر لاعب فريق الإمارات والذي شارك الموسم الماضي في دوري المحترفين والبقية لا تتاح لهم الفرصة في المشاركة وهذا شيء لا يعطيهم الخبرات المطلوبة علما أن معظم لاعبي البطولة وفرق المجموعة التي شارك بها الأبيض الصغير يلعبون مع الفرق الأولى. وبلغة الأرقام فقد خاض الفريق في الفترة الأخيرة 13 مباراة متتالية ودية ورسمية لم يخسر أيا منها وكانت آخر خسارة تلقاها الفريق في الدور نصف النهائي من بطولة دول مجلس التعاون الخليجي التي جرت في العاصمة القطرية الدوحة وخسرها أمام نظيره السعودي لكنه عاد وفاز على نفس الفريق في لقاء ودي جري في السعودية. صحيح أن الشارع الرياضي في دولة الإمارات يعشق دائما نغمة الانتصار والفوز والتربع على القمة خاصة بعد الطفرة الكبيرة التي شهدتها كرة الإمارات على مستوى المراحل السنية على المستويين القاري والإقليمي وأيضا العالمي لكن لابد أن لا نقسو على أولادنا فهم ما زالوا في بداية الطريق وبالتأكيد سيكون الخروج من البطولة الآسيوية درسا سيستفيدون منهم مستقبلا. وعلينا أن نتقبل أمر الخروج بكل روح رياضية وألا نغضب كثيرا لأن الفريقين المتأهلين عن المجموعة لهما باع كبيرا علما أن فريقنا خسر من قبل أمام الفريقين الياباني والإيراني بنتيجة 0-6 و2-8 في مقابلتين وديتين قبل عام وأكثر لكنه عاد وتعادل معهما الأمر الذي يدعو للتفاؤل بمستقبل هذا الفريق وكما نقول دائما إن كرة القدم مكسب وخسارة فهاردلك لمنتخب الشباب ولباقي المنتخبات العربية التي تنجح في التأهل وبالمقابل نهنئ الأشقاء في المنتخب العراقي بالتأهل إلى الدور الثاني وعلى الجميع ألا يقسو على (ربعنا) الذين ينتظرهم الكثير. ونحن هنا نقف ونتفق مع سياسة اتحاد كرة القدم الرامية لاستمرار نفس النهج وعدم التفريط في الأجهزة الفنية الوطنية التي تتسلح اليوم بعنصر الخبرة من خلال التجارب والفرص الكبيرة التي أتاحها الاتحاد سواء بالتدريب والتأهيل أو المشاركات ويكفينا فخرا أن الإمارات ومن بين دول مجلس التعاون الخليجي هي الوحيدة التي يقود الأجهزة الفنية في المنتخبات الوطنية من الفريق الأول وحتى منتخب الصغار مدربون وطنيون وهذا واقع نعتز به كثيرا عقبال بقية الدول الأخرى بينها الحبيبة قطر..والله من وراء القصد.