14 سبتمبر 2025

تسجيل

لندرك معنى الخير

09 نوفمبر 2011

كل عام وأنتم بخير.. كلمات مازالت دافئة بحكم أننا مازلنا نعيشها حتى هذه اللحظات، فلقد امتدت مناسبتها منذ أيام فقط، ولم تنسحب بعد وإن سحب حق امتدادها البعض ليعيش حياته وكأن شيئاً لم يكن، رغم عِظَم هذا الحدث بالنسبة لنا كمسلمين نفتخر بالتباهي بمناسباتنا الإسلامية التي وُجدت لتمنح حياتنا قيمة لاشك نستحقها متى حافظنا عليها، ولكن هدر تلك القيم بتناسيها يبرر لها حق التلاشي، وهو ما يبدأ صغيراً، لكنه وإن سلك درب (التراخي) فإنه سيكبر في يوم من الأيام. إن تكرار طرح نفس الموضوعات بين الحين والآخر بحسب ما تفرضه الأحداث يحتاج لعملية (تكرير)، فهو قرار صعب يصعُب على الكاتب اتخاذه؛ لأنه يتطلب تحقيق أهم حقوقه ألا وهو (انتقاء زاوية الطرح) التي سيطل من خلالها على القارئ وهو الأحق بحق التمتع بحقوقه التي تربطه بكاتبه الذي يتابع نتاج قلمه، وما يفرزه من حين لآخر، وعليه فإن موضوعاً كموضوع (العيد) بكل ما يحمله في جوفه من معالم وإن صغر حجمها فإنه يحتاج لزاوية جديدة تكون؛ ليكون (الطرح المناسب والسليم)؛ لأنه من الموضوعات التي تأخذ من صفحاتنا حيزاً لا بأس به كل عام، والجديد هذه المرة هو حاجتنا لمناقشة بعض المشاهد التي لا يمكننا تجاهلها أو إغفالها أو الإدعاء بأنها لم تكن يوماً، وهي تلك التي يتفق عليها كل عاقل وإن فر تركيزه لاتجاه آخر، منها مشهد بعض المجمعات التجارية التي خلت من التكبيرات، واحتلت محلها أغان مختلفة تسابقت على مكبرات الصوت، ولهثت خلفها؛ لتتفق وهوية بعض زوار المجمع الذين لا يشكلون (حفنة)، بينما سيادة الحضور، والسواد الأعظم منه لمن ينطق بالشهادتين، ويدرك أهمية الحفاظ على تلك المعالم الإسلامية الجميلة التي تترجم ملامح هويتنا للآخرين هنا وهناك، ولكن للأسف فإن منه من انحرف عن مساره وانجرف وراء طبيعة الحياة العصرية السريعة التي تعتمد على التحرر من كل شيء سعياً خلفها تلك الأهداف التي يطمح إلى تحقيقها، والتي تتطلب منه أن يصبح (خفيفاً) لا وزن له، ولا وزن لكل ما يمثله ويشكله ليتشكل به، وكل ذلك في سبيل أن يكون COOL متفقاً مع التطورات التي يُدخلها الدخلاء وإن اتفقت على تلاشي وجوده وفق خطة ذات خطوات بعيدة المدى، كل ذلك وأكثر حين نجد أن السكوت عن أبسط حقوقنا قد صار أمراً عادياً فتح الباب على من دخل من خلاله ليحقق مآربه ونحن نقف أمامه وقد اعتلتنا ابتسامة مبهمة لا ندركها أصلاً، وهو الأمر الذي يشغلني بسؤال مهم هو: على من يقع العتب بتلك الحالة؟ هل هي إدارة المجمع وكل إدارة لها حق الإدارة التي يتوجب عليها الأخذ برأي العامة وبصفة عامة؟ أم علينا نحن؟ أم على غيرنا من الرواد؟ وماذا بعد؟ من المشاهد التي تخرس أمامها كل الحروف، مشهد بعض المحلات التجارية التي تتزين وتتباهى بشجرة Christmas وتلك الإضاءة التي تجذب الصغير ليسأل: هل هذه تجهيزات العيد؟ ويخجل الكبير حين يجيبه: هذه ليست للعيد. فيقاطعه الصغير قائلاً: ولكن كُتب عليها مهرجان الأعياد، إذاً فهو العيد.. ليقف من بعدها تلك الحادثة الكبير والصغير، ومن له حق ومن لا حق له، ومن يدرك ومن لا يدرك أمام طامة كبرى بعيدة المدى أيضاً، لا يمكن تكهن خطرها من الآن، ولكن رائحتها النتنة ستفوح يوماً (ما) وبلاشك، إن لم ننهض، ولم نقبل أن نخطط وبصوت عال من أجل مستقبل زاهر نطمح لأن يكون، دون أن يقوم ولكن على حساب ما يستحق لأن يظل كما هو بل وبحال أفضل وأعظم. كلمة أخيرة إنه ديننا الإسلامي الحنيف، إنه دين محمد عليه الصلاة والسلام، إنه دين من جاء ليُتمم مكارم الأخلاق، إنه دين عظيم وكل عظيم؛ لذا فلنحافظ عليه وإن كان ذلك من خلال المحافظة على أبسط ما نستطيع المطالبة به وهو عدم السماح لأي بتنفيذ خطة تضمن له مستقبله على حساب مستقبلنا الجميل. ولنتذكر أن كل ما نزرعه اليوم سنحصده غداً، وكل عام ونحن بخير. ومن جديد راسلوني بالجديد: [email protected]