10 سبتمبر 2025

تسجيل

«فلسطين ليست قضيتي»؟

09 أكتوبر 2023

مُطبعاً، مُحايداً، مُتصهيناً، متفرجاً أم مؤمناً بالقضية الفلسطينية؟ من حقك أن تُعبر عن قناعتك مما يجري في فلسطين المحتلة منذ أكثر من 75 عاماً. وأن تكتب وتقول رأيك صائباً كان أم خائباً. ومن حقك أيضاً أن تُتحفنا بنظرية «فلسطين ليست قضيتي». والجميل في الزمن الرقمي، أنه من حقك التعبير عن أفكارك وتحليلاتك السياسية ورؤيتك الاستراتيجية حول «طوفان الأقصى» وعلاقتها بعملية التطبيع السابقة واللاحقة. فأنت مواطن عربي عالمي، لديك حقوق إنسانية كأي مواطن غربي، تكفلها لك القوانين والدساتير في حرية التعبير. وما أنبل تلك الحرية إذا تمخضت عن مواقف الحكومات الرسمية الداعية للتهدئة، حيث تُبديان معاً كحكومة ومواطنين القلق من تصاعد العمليات العسكرية، داعيين إلى الهدوء من منطلق أن العنف يجر العنف، وأن السلام والتعايش بين الأديان هو الحل والوئام. ومن حقك أيضا أن تغفل عن المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني على مر عقود، وأن تتغافل عن عدد الشهداء والأسرى والأطفال الذين أجبروا على تشييع آبائهم وأمهاتهم واتخاذ الحجارة درعاً لهم للدفاع عن حقهم في الوجود. ولا أحد ينكر حُبك لوطنك، وقناعتك بتحييد شعبك عن حربٍ طال أمدها، دُفعت فيها أثمان باهظة، مُعتبراً أنه آن الأوان لشعوب صديقة وشقيقة أن «تحمل عنك كتف» وأن يأخذوا منك هم السلاح، وأن تطلب يومياً حق اللجوء إلى بلاد بعيدة، تطارد فيها زُرقة السماء، وسحابة الشتاء، وتسمع فيها جريان النهر وزقزقة الطيور بعيداً عن الغربان. فلا حول ولا قوة لنا، وحسبنا الله، في عولمة أعطتك حق إيصال صوتك إلى العالم، ولو كان من أنكر الأصوات. مقابل حقوقك التي وردت أعلاه، من حق غيرك عليك، أيضًا، أن تستحي وتصمت وتكبح جماح وقاحتك عندما ترى مظلوماً انتفض للدفاع عن مظلوميته. مظلومٌ يُضرب كل يوم، ويُسبى، ويُضطهد، ويُقهر، ويتألم، ويصرخ أنيناً مناشداً العالم، وهو سجينٌ بين جدارٍ عنصري، وعلى حدود بحرٍ ملؤه البوارج والألغام. ومن حقك كمظلوم ألا تعاون الظالم وإن بلغت مرحلة متقدمة من الهوان، وجئتنا بأوهامك تستجدي حمامات السلام!.