12 سبتمبر 2025
تسجيلالأحجار السبعة من فلسطين، وأولها توجه الإعلام العربي والرأي العام العربي إلى المجتمع الدولي في محاولات جاهدة لإقناع العالم أن ما تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي هو إبادة جماعية وجريمة إنسانية، وهذا يشير إلى أننا على مدار 75 عاماً، ورغم الأموال الضخمة التي استثمرناها في فضائيات عالمية وشراكات مع وكالات العلاقات العامة هي فقط لترويج بياناتنا الصحفية وتغطية مؤتمراتنا الرسمية، وأننا رغم مرور 75 عاماً لم نؤسس لنا قاعدة إعلامية في الغرب لأسباب تكتيكية. ثانيها، هو نجاح إسرائيل ومن معها من حلفاء في المنطقة العربية إلى تحويل القضية الفلسطينية من صراع عقائدي أيديولوجي وصراع إسرائيلي-عربي إلى «نزاع إسرائيلي-فلسطيني» او «نزاع بين إسرائيل وحماس»، وفيما ينحصر النزاع في قضية سياسية أو بقعة جغرافية معينة أو خلاف على شيء ما، اختفى مصطلح الصراع العربي-الإسرائيلي من قواميسنا السياسية وبياناتنا الختامية. ثالث الأحجار يشير إلى القضاء على تأثير طلبة الجامعات، ونقل المعركة الثقافية من أروقة الجامعات التي كانت تُخرج المظاهرات المليونية إلى مقاطعة تجارية لمقهى، والاعتكاف عن سندويش وبيتزا، وتكسير لمقاهٍ في زاوية هنا وحي هناك. رغم أن المقاهي شكلت سابقاً ملتقى للمثقفين الذين كانوا يخططون لثورات فكرية ويكتبون أشهر القصائد الفدائية والرسومات الكاريكاتيرية في زوايا المقاهي العصرية. رابع الأحجار، هو ترويج القضية الفلسطينية على أنها فقط كارثة إنسانية حلت بشعب بسبب تيارات عسكرية، حيث التركيز على التبرع والإغاثة والمواد الغذائية، وهي حاجة أساسية وضرورية للصمود، لكنها وسيلة سياسية لاحتواء مشاعر الغضب الإنسانية، وبرمجة العقل الباطن العربي أن التبرع بالمال هو الحل للخروج من الشعور بالذنب أو التعاطف الأمثل مع الضحية. الحجر الخامس، وهو ذلك الذي يُثقل كاهل الدبلوماسية العربية التي أقل ما يمكن وصفها اليوم في ظل ما يجري من تصفية للقضية بـالهزلية، حيث الكوميديا واضحة في بروتوكولات سياسية لا بد وأن تعقد على شكل مؤتمرات متعددة الأطراف، وأخرى ثنائية، وإلغاء لاستقبالات رسمية، فيما تحط في إسرائيل طيارات الوزراء والرؤساء الأجنبية. سادس الأحجار في شعوب عربية تطالب أحزابا سياسية في لبنان بالتدخل على الجبهة الجنوبية، فيما أنظمتهم تنام في العسل باتفاقيات تطبيعية، لم تجد مظاهرة مليونية داخلية. سابعها، الصمت العربي، ومخطط التطبيع آتٍ والمعركة اليوم وجودية.