10 سبتمبر 2025
تسجيلتستضيف قطر اعتبارا من أمس 2 أكتوبر 2023 ولغاية أواخر مارس 2024 المعرض الدولي للبستنة «إكسبو ـ قطر 2023»، الذي يقام للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفيه يستعرض المشاركون من 80 دولة جهودهم في مجال الزراعة والاستدامة ويتبادلون الحلول لمواجهة المشاكل المرتبطة بأمن المياه والطاقة والأمن الغذائي. وإن كان لكلّ حكومة مشكلاتها ولكلّ مجتمع ثقافته، إلاّ أنه وبلا شكّ تُعتبر قضايا الاستدامة تحدياً عالمياً مُشتركاً تختلف تأثيراته بين بلدٍ وآخر ومنطقة وأخرى، وتتأرجح جدّيته في أجندات الحكومات ووفق الأولويات الإقليمية والدولية. في هذا المعرض، سيجتمع الممثلون الرسميون ويتبادلون اللقاءات الثنائية ومتعددة الأطراف، وسيحرص البعض منهم على عرض إنجازات حكوماته، فيما سيسعى آخرون لاستعطاف التمويل والدعم. ولكن الحاجة الملحة هي في إعادة بناء احترامنا للطبيعة، والامتثال بقاعدة ألاّ نطغى في الميزان، وأن نفهم الاستدامة على مستوى الأُسر والشعوب، فالأغذية التي تُفقد وتُهدر تُشكّل 38 بالمائة من إجمالي استخدام الطاقة في نظام الغذاء العالمي وفقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة. ونظرة سريعة ويومية على وسائل التواصل الاجتماعي، تعكس الصورة الحقيقة لحجم الأغذية المهدورة عبر الترويج لكميات هائلة من الأطعمة بهدف الشُهرة، أو بغرض تحفيز لُعاب السمنة المفرطة، حيث تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ أكثر من 340 مليون طفل ومراهق حول العالم يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وما يزيد على 1.9 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن بينهم نحو 650 مليون إنسان مصاب بالسمنة المفرطة. هدر الأغذية، وإضراب المزارعين، وشكاوى العارفين بالأسمدة المسرطنة لزيادة الإنتاج العالمي، وغيرها من القضايا الجوهرية، باتت نغمة روتينية تُتلى على مسامعنا، ويتم التغافل عنها في المناقشات الدولية. الأخضر الغربي وإن ساعدنا في زراعة الصحاري سيستمدّ ظلّه من العالم الخارجي ولن يُثمر إلا بسماد أجنبي. وهذا جزء من التعاون الأُممي، ولكن ألم تُثبت التجارب أن العودة إلى الجذور هي الطريقة الأكثر نجاحاً في علاج أزماتنا؟ نتطلع إلى مخرجات إيجابية من معرض «إكسبو ـ قطر 2023»، فلطالما كان أول الغيث قطرة، ولطالما أزهرت الصحراء بعقول أبنائها وإيمانهم بخُضرتها.